محمد
(( المدير العام ))
دعاء الدولة : عدد المساهمات : 3173 33056 تاريخ الميلاد : 25/07/1977 تاريخ التسجيل : 28/02/2010 العمر : 46 مدرس - مدير الموقع عزيمة وإرادة
بطاقة الشخصية المدير العام: 10
| موضوع: الدين النصيحة شهادة الزور الجمعة أبريل 16, 2010 5:36 pm | |
| شهادة الزور قال الله تعالى والذين لا يشهدون الزور الآية وفي الأثر عدلت شهادة الزور الشرك بالله تعالى مرتين وقال الله تعالى واجتنبوا قول الزور وفي الحديث لا تزول قدما شاهد الزور يوم القيامة حتى تجب له النار قال المصنف رحمه الله تعالى شاهد الزور قد ارتكب عظائم أحدها الكذب والافتراء قال الله تعالى إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب وفي الحديث يطبع المؤمن على كل شيء ليس الخيانة والكذب وثانيها إنه ظلم الذي شهد عليه حتى أخذ بشهادته ماله وعرضه وروحه وثالثها إنه ظلم الذي شهد له بأن ساق إليه المال الحرام فأخذه بشهادته فوجبت له النار وقال من قضيت له من مال أخيه بغير حق فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من نار ورابعها أنه أباح ما حرم الله تعالى وعصمه من المال والدم والعرض قال رسول الله ألا أنبئكم بأكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين ألا وقول الزور ألا وشهادةالزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت رواه البخاري فنسأل الله تعالى السلامة والعافية من كل بلاء
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله. اللهم صلِّ على محمد عبدك ورسولك، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا).
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدًا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا)..
إخوة الإسلام: لقد جاء دين الإسلام وفي أبرز مقاصده إقامة العدل وتأسيسه ومنع الظلم بشتى صوره وأشكاله فالقسط والعدل هو غاية الرسالة المحمدية بل الرسالات كلها (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط) عدلٌ ينظم ميادين الحياة كلها ويعم حق الخالق والمخلوق جميعها، ويشمل الأفعال والأقوال والتصرفات بشتى أشكالها. عدلٌ في كل ميدان وقسط مع كل إنسان(إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى) وإن دين الإسلام وهو يقرر مبادئ الحق ويصوغ قواعد الإصلاح ويؤسس مناهج الخير فهو الدين الذي يكفل لهذه المبادئ الخيِّرة والمناهج الإصلاحية طرق توصل إليها ووسائل تضمن سلامتها مما يُخل بها، أو يناقض أغراضها ويهدد مقصودها. وإن من أبرز أسباب إقامة العدل وأظهر ركائز القسط القيام بالشهادة ومعرفة أهميتها ودورها في المجتمع ومراعاة حقها والواجب نحوها.
الشهادة ـ عباد الله ـ معيار لتميز الحق من الباطل وحاجز يفصل الدعاوى الصادقة من الكاذبة، قال بعضهم: الشهادة بمنزلة الروح للحقوق فالله أحيا النفوس بالأرواح الطاهرة وأحيا الحقوق بالشهادة الصادقة.
والشهادة ضرورية لقيام الحياة الاجتماعية وما يخالطها من أحداث ويصحبها من وقائع مادية وتصرفات إرادية ومعاملات وعلاقات عائلية. قال شريح - رحمه الله -: الحكم داءٌ والشهادة شفاءٌ فأفرغ الشفاء على الداء.
إخوة الإسلام، توفية الشهادة حقها فرض لازم وواجب محتم يقول - جل وعلا –: (وأقيموا الشهادة لله).
والقائمون بشهاداتهم في عداد أهل البر والإحسان ومن زمرة أهل الفضل والإيمان يقول - جل وعلا - في وصف المكرمين: (والذين هم بشهاداتهم قائمون).
ومن حقوق الإيمان وواجباته الشهادة في الحق ولو على النفس أو أقرب قريب (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوَّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين) وإقامة الشهادة تشمل تحملها على إنشاء العقود والتصرفات وأداءها أمام القضاء والقضاة، قال أهل العلم: ومن دُعي إلى الشهادة على عقد أو تصرف من حقوق العباد ولم يوجد غيره يقوم مقامه وجب عليه تحمل الشهادة إذن، وإلا فهو مندوب ومرّغبٌ فيه، وفي حق الجميع حينئذ فرض كفاية، وهذا بعض ما قرروه بالتحمل. وأما الأذى فقال أهل العلم: وأداء الشهادة فرض على الكفاية إذا قام بها العدد الكافي سقط الإثم عن الجماعة وإن امتنع الجميع أثموا وإذا لم يكن هناك غير ذلك العدد من الشهود الذين يحصل بهم الحكم وخيف ضياع حق العبد وجبت على الإنسان حينئذٍ وجوبًا عينيًا يقول - جل وعلا - في جميع ما تقدم (ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا) وهذا في حقوق العباد، أما الحدود فالستر أفضل كما قررته سنة النبي – صلى الله عليه وسلم -.
ولئن كان الأمر هكذا بالنسبة للتحمل والأذى فإن ضده وهو الكتمان أمر مذموم شرعًا ومبغوض طبعًا، يقول - جل وعلا –: (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) قال بعض أهل العلم: ما توعد الله على شيء كتوعده على كتمان الشهادة حيث قال: (فإنه آثم قلبه). فكتمان الشهادة عباد الله جرم عظيم وإثم كبير، يقول - جل وعلا - حكاية عن شهود الوصية: (ولا نكتم شهادة الله إنا إذًا لمن الآثمين) قال ابن عباس- رضي الله عنهما-: (شهادة الزور من أكبر الكبائر وكتمانها كذلك).
معاشر المسلمين، وإذا تمهدت لنا تلك الحقائق الغراء فإن من اللازم على المسلم العلم بأن شريعة الإسلام وهي تجعل الشهادة أساسًا لإثبات الحدود وطريقًا لإظهار الحقوق، فإنها تحيط الشهادة بسياج يحقق أهدافها وتشرعها وفق ضوابط تضمن تحقيق مقاصدها وتُسيِّرُ طرق إنشائها وعرضها في محيط مبادئ وأسس تمنع الانحراف بها إلى ما يضاد أهدافها وأغراضها، وتأسيساً على ذلك فالأصل في شريعة الإسلام أن تكون الشهادة مبنية على علم وبيان وأن تنشأ عن ثـقة واطمئنان، قال - تعالى -: (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) ويقول - عز وجل - حكاية عن إخوة يوسف: (وما شهدنا إلا بما علمنا).
قال أهل العلم: والأصل أن تكون الشهادة عن مشاهدة وعيان، وأن يكون مستندها أقوى أسباب العلم، فما من شأنه أن يعاينه الشاهد كالقتل والسرقة والغصب والرضاع والزنى ونحو ذلك فلا يصح أن يشهد به إلا بالمعاينة والمشاهدة البصرية له. وما من شأنه أن يسمع فلا يصح للشاهد أن يشهد به إلا بالسماع والمعاينة لقائله كعقود النكاح والبيوع والإيجارات والطلاق ونحوها.
إخوة الإسلام، ومن تلك المنطلقات الآنفة: فإن شهادة الإنسان على ما لا يعلمه أو شهادته بخلاف ما لا يعلمه جريمة عظمى وطامة كبرى. نعم كيف لا تكون كذلك، وهي حقيقة شهادة الزور التي هي عند أهل العلم الشهادة الكاذبة التي ليس لها أساس من الصحة أياً كانت دوافعها ومهما كانت تبريراتها!
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: (وضابط الزور: وصف الشيء على خلاف ما هو به. وقد يضاف إلى القول فيشمل الكذب والباطل وقد يضاف إلى الشهادة فتختص بها. وقال بعضهم: الزور هو الكذب الذي قد سُوِّي وحُسن في الظاهر ليُحسب أنه صدق) انتهى.
عباد الله: إن شهادة الزور من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب:
· يقول - جل وعلا -: (واجتنبوا قول الزور).
· روى الترمذي وغيره أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قام خطيباً فقال: "أيها الناس عدلت شهادة الزور إشراكاً بالله ثم قرأ - صلى الله عليه وسلم -: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور) ورُوى ذلك موقوفاً عن ابن مسعود بإسناد حسن.
· وفي الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وجلس وكان متكئاً، فقال ألا وقول الزور، قال: فمازال يكررها حتى قلنا ليته سكت".
شهادة الزور عباد الله واضحة الأضرار سيئة الآثار. ولا غرو فهي تحول الشهادة عن وظيفتها فتكون سندًا للباطل بدل الحق وعونًا للجور مكان العدل، كيف لا؟ وهي سبب لطمس معالم الإنصاف وطريقٌ لفساد الأحكام وسبيل لتقويض الأمن والأمان، فاتقوا الله عباد الله والتمسوا سبل المتقين وطريق المؤمنين الذين قال الله - جل وعلا - فيهم: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كرامًا).
أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
| |
|