محمد
(( المدير العام ))
دعاء الدولة : عدد المساهمات : 3173 33161 تاريخ الميلاد : 25/07/1977 تاريخ التسجيل : 28/02/2010 العمر : 46 مدرس - مدير الموقع عزيمة وإرادة
بطاقة الشخصية المدير العام: 10
| موضوع: رمضانيات 2 الخميس يوليو 29, 2010 7:00 am | |
|
رمضانيات (2) ( الشفاعة )
شفع له في أمر : أعانه عليه ، وساعده في الحصول عليها ، وذلـّلها له . وقد أثنى الله تعالى على الشفيع الخيّر حين قال " من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها " . أما في الآخرة فلا يشفع أحد لأحد إلا بإذن الله تعالى " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " . والشفاعة : إذاً طلب الخير للغير والوساطة لهم عند من يرجونهم . وهذا ماعلـّمناه النبيُّ الكريم إبراهيم حين قال لأبيه : " سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً " إن المدعو حين يرى من الداعية اهتماماً واعتناءً يلين قلبه ثم يتقبل منه ما يقول ، ثم يؤمن بما يقول ، ثم يعتنق ذلك ويكون منافحاً عن هذه الدعوة " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك " .. كان الصحابة متحلقين حول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل رجل من بعيد إلى مجلسه صلى الله عليه وسلم ، فالتفت إليهم صلى الله عليه وسلم ، وقال : " هذا الرجل قادم يريد مني مسألة ، وإني معطيه إياها إن شاء الله ، ولكن إذا سألنيها فاشفعوا له ، والله يُؤجركم على شفاعتكم ، وليقض الله على لسان نبيه ما يشاء " . جاء الرجل وجلس ولم ينبس ببنت شفة . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألك حاجة يا رجل؟." قال : نعم يا رسول الله ، صلى الله عليك وسلم . وذكر حاجته . فكان أصحاب رسول الله يقولون : - هو أهلٌ لفضلك يا رسول الله . - ما علمنا عنه إلا خيراً يا رسول الله . أحسن إليه يا رسول الله . فما عهدناك إلا محسناً . كان الرجل ينظر إليهم مسروراً من شفاعتهم ، وقد أحبهم وشعر أنه منهم وأنهم منه . ... يا لـَهذا المجتمع المتحاب المتكافل ... وابتسم رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقد اكتسب إلى المسلمين واحداً آخر ، وعلم أصحابه أن يناصر بعضهم بعضاً .... وقضى للرجل حاجته . جميل جداً أن يهتم المسلم بأمر أخيه فيعينه على قضاء حوائجه ، ويسعى بخدمته ، فإذا بالحب والود والشعور بالأخوة يتعمق ، ويصير المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضُه بعضاً . وحب الصالحين يجعلنا معهم يوم الحشر . ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم " يُحشر المرء مع من أحب " فحبهم شفع لنا أن نكون معهم ، ورحم الله الشافعي إذ يقول :
أحب الصالحين ولست منهم --- لعلي أن أنـال بهم شـفـاعة وأكره مَن تجارتـُه المعاصي --- ولو كنا سواءً في البضاعة
وفي رمضان الخير يعوّد المرء نفسه أن يكون سفير إخوانه إلى المحبة والود وحُسن الأخلاق ، وسفير الود وحسن الأخلاق إلى إخوانه سواء بسواء . فيسعى في خدمة إخوانه وقضاء حوائجهم ، فيسعدوا به ويسعد بهم ، وتتمكن اصداقة والأخوّة في قلوبهم وأفعالهم . ويبدأون السير إلى الله في الطريق الصحيح ...... أليس هذا صحيحاً يا أحبائي ؟؟
| |
|