محمد
(( المدير العام ))
دعاء الدولة : عدد المساهمات : 3173 33161 تاريخ الميلاد : 25/07/1977 تاريخ التسجيل : 28/02/2010 العمر : 46 مدرس - مدير الموقع عزيمة وإرادة
بطاقة الشخصية المدير العام: 10
| موضوع: رمضانيات 1 الخميس يوليو 29, 2010 6:51 am | |
| رمضانيات | | الدكتور عثمان قدري مكانسي |
رمضانيات (1)
عرف من جاره أحمد أن سعيداً دعا الأصدقاء جميعاً إلى الإفطار عنده . أخبره أحمد بذلك لأن خالداً من الأصدقاء بل من قدمائهم الخُلّص !. ولن يظن أحمد أن خالداً لم يكن من المدعويين في رمضان هذا ، إلا أن الدعوة لم تصل خالداً . لم يكن حزن خالد كبيراً لأن سعيداً لم يدعُه ، فقد عرف ابتداءً أنه لن يكون من المدعويين في رمضان هذا ، لقد كان تلك السنة ضيق ذات اليد ، فلم يدعُ الآخرين كما كان يفعلون . وتمنى لو رزقه الله تعالى أثناء السنة ليعوّض ما فاته ، ولكنّ العين بصيرة واليد قصيرة . إنما كان حزنه أنه لم يعرف أصدقاءه حق المعرفة ، فصارت اللقاءات بينهم واحدة بواحدة ، وكانوا يتبارون ، بل قـُلْ : كانت النساء يتبارين أيتهنّ تقدم في دورها أطايب الطعام وأشهاها ، وأكثرها تنوّعاً ، وكمية وأغلاها ثمناً . لقد صارت دعوات الإفطار – كما تقول زوجة خالد - حلبات المنافسة في عرض الثياب وأفانين المأكولات . فبعد الإفطار تُقدم المشروبات المتعددة من عرق السوس إلى شراب الورد والبرتقال ، إلى نقيع الكركديه وشراب العسل ، ويذهب الرجال بعد ذلك إلى صلاة التراويح ، في الجامع القريب ، يؤدون ثماني ركعات سريعات بعد صلاة العشاء ، لقد كان الإمام نشيطاً ! يسرع في صلاته فيدمج الركوع بالقيام ، ويسجد فلا تلامس جبهته الأرض حتى يرتفع عنها ، ويعود بحركة رياضية إلى الأرض ليلمسها بأنفه وقليل من جبهته ، فيرتد جالساً . وتنتهي الصلاة في ماراثون سباق يرضاه الكثيرون من المصلين . فالمراد عندهم أن يًعُدّوا ثماني ركعات يحسبون أنهم أدَّوا فيها الصلاة كما علّمـَناها رسول الله صلى الله عليه وسلم !. وتبدأ السهرة ببعض الحلويات الشرقية : كنافة مبرومة ، وبين نارين ، وبقلاوة ، وقليل من الفواكه لا تتعدى سبعة الأنواع ، فالإسراف مذموم !! وعرف بعد ذلك أن سميراً لم يكن من المدعوّين رمضانَ هذا ، فقد كانت زوجته مريضة لا تستطيع – حين يأتي دورهما– أن تخدم هذا الجمع الوفير ، فاتفق وزوجته أن يحملا معهما في كل دعوة يحضرانها كيلين من الحلويات الغالية ، وكأنهما يقولان : اعذرونا ياجماعة ؛ فوضع الزوجة الصحي لا يسمح لها أن نفعل ما تفعلون وإن كنا ميسورَين . .. هكذا كانا يفعلان رمضان الفائت ، ثم تبين الآن أن هذا العذر لم يكن مقبولاً ، فلم يكن سمير وزوجته من المدعوّين .
|
| |
|