قصائد عن المدينة المنورة
يحفل ديوان الشعر العربي بقصائد تتغنى بالمدينة المنورة ، وينتشر هذا الموضوع على امتداد العصور منذ العهد النبوي ، حيث أنشد حسان بن ثابت قصائده بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا الحاضر ، حيث تتوالى قصائد محبي هذه المدينة ؛ سواء أكانوا من أهلها ، أم في أقاصي الأرض بعيدًا عنها ، وسواء رزقوا زيارتها وعاشوا نشوة العبادة في مسجدها النبوي ، أو حالت الحوائل دون أن يروها ، فألهبتهم أشواقهم ، وسافرت أحلامهم إليها ، ولا أغالي إذا قلت إن من يقرأ الشعر العربي - قديمه وحديثه - سيميز تيارًا متدفقًا فيه ؛ محوره المدينة المنورة ؛ بمسجدها النبوي ومعالمها الدينية الأخرى ، وأعلامها الذين يتعطر بهم التاريخ ، بدءًا بعلم الأعلام ؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووصولاً إلى الصحابة الكرام والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين .
ولا شك أن هذا التيار يحمل تدفقًا وجدانيًا هائلاً يختلف في تماوجه كما يختلف في انضباطه ، والشاعر مرشح أصلاً للانفلات العاطفي ، يتترس بحق الخيال في البعد عن الحقيقة ، وبحجة يستخدمها كما يريد ، وقتما يريد
" وأنهم يقولون ما لا يفعلون " .
غير أن هذه الحجة لا يمكن أن تكون مطلقة ، والغلو إذا تجاوز القدر الذي يقبله الوجدان يصدم النفس ويفسد التذوق .
لذا ؛ وحرصًا من المجلة على أن يكون للإبداع الشعري موضع في صفحاتها ، سوف تعرض في كل عدد مقتطفات من قصائد تراثية ومعاصرة عن المدينة المنورة ، متجنبين غلو الغالين ، وجفاف القاصرين ، حتى لو اضطررنا إلى حذف بيت أو مقطع حفاظًا على بقية الأبيات ، وكسبًا لما تحمله من قيم معنوية وفنية بديعة .
وتفتح المجلة أبوابها للشعراء المعاصرين في هذا الموضوع ؛ موضوع المدينة المنورة ، على أن تكون القصيدة غير منشورة بعد ، ومنضبطة بضوابط العقيدة والفن الشعري .