موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي
الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه Images15عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة[/color] يرجى التكرم بتسجيل الدخول إذا كنت عضوا معنا أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلى أسرة المنتدى نتشرف بتسجيلك [/font][/color]
شكرا لك
إدارة المنتدى
أ / محمد عبدالباقي
[center][img]
موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي
الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه Images15عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة[/color] يرجى التكرم بتسجيل الدخول إذا كنت عضوا معنا أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلى أسرة المنتدى نتشرف بتسجيلك [/font][/color]
شكرا لك
إدارة المنتدى
أ / محمد عبدالباقي
[center][img]
موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي

منتدى مجاني , مختص بالطالب وولي الأمر, تعليمي تربوي, ملخصات ومذكرات ومراجعات ونتائج امتحانات, سهولة الحصول على المعلومة والتحميل والاستشارة والشرح والرد على جميع الأسئلة
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه Icon1210 مرحبا بكم في موقع و منتدى _الأستاذ التعليمي _ المتعة والفائدة عنواننا فمرحبا بكم بيننا الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه Icon2110 الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه Icon1210 دائما ترقبوا الجديـــــد مع موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي _ الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه Icon1210الادارة غير مسؤولة في حالة ظهور لوحات اشهارية لا تليق بمجال التربية والتعليم _ الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه Icon2110أهلا ومرحبا بكم في موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي تحت رعاية محافظ الجيزة اللواء كمال الدالى
ادخل ايميلك ليصلك جديد الموقع

(ادخل بريدك الاليكترونى )


Delivered by FeedBurner




تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي على موقع حفض الصفحات www.khabbr.com

قم بحفض و مشاطرة الرابط موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي على موقع حفض الصفحات
سجل الزوارأنت الزائر رقم
المواضيع الأخيرة
» شركة تنظيف بالرياض
الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 01, 2018 4:21 pm من طرف ايه سالم

» جميع تلاوات الشيخ محمود على حسن
الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه I_icon_minitimeالأحد أغسطس 12, 2018 12:57 am من طرف azabshow

» موسوعة الأبحاث التربوية
الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه I_icon_minitimeالإثنين يونيو 25, 2018 11:17 pm من طرف محمد

» برنامج البطاطا الحارة لتصميم وإعداد الإختبارات التفاعلية
الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه I_icon_minitimeالإثنين يونيو 25, 2018 11:05 pm من طرف محمد

» مرشدك للحصول على شهادة i c d l
الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 28, 2017 3:52 pm من طرف lomey

» حمل مناهج و مذكرات الرياضيات للصفوف الابتدائية جميع الصفوف 2016
الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 20, 2017 6:58 pm من طرف aa2

» سلام من قلبي إلى قلبك يا أبي
الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 14, 2017 1:26 am من طرف محمد

»  آداة حذف الفايروس العنيد win32.sality.aa فعالة 100% حصرياً
الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 13, 2017 9:27 pm من طرف eco1975

» برنامج الطباعة من وزارة التربية والتعليم والقضاء على مشكلة الطباعة
الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه I_icon_minitimeالجمعة يوليو 21, 2017 12:45 pm من طرف aboyassmen20

المواضيع الأكثر نشاطاً
برنامج مناسك الحج
تحميل برنامج إعراب القران الكريم كل ماعليك تشير إلى الكلمة فيأتي لك بإعرابها
شرح طريقة عمل فورمات للجهاز Nokia N73
شرح الفيديو لاجابات اسئلة امتحانات جميع الموديولات مضاف اليه الجديد حتى
كاملا ولأول مرة : حلقات البرنامج العام ( منوعات درامية
دورة في القاعدة النورانية
الجودة من الألف إلى الياء
روابط مباشرة مواقع توفر نتائج الامتحانات والشهادات الثانوية والاعدادية والابتدائية والازهرية والجامعات
نغمات اسلاميه للموبايل من تصميمى
أكبر موقع إسلامي بلغات العالم المختلفة ، مواد دعوية بأكثر من 85 لغة ,
الغرفة الصوتية

مواقع هامة
ضمان الجودة والاعتماد التربوي وزارة التربية والتعليم الأكاديمية المهنية للمعلمين المناهج التعليمية التعليم الالكتروني نتائج الامتحانات الرياضة المصرية الرياضة العالمية المصارعة الحرة فاتورة التليفون الصحف والمجلات أخبار مصر بوابة الحكومة المصرية دليل الوزارات المصرية معلومات وخدمات تهمك
رسالة أنت غير مسجل
أنت غير مسجل فى منتديات الدعم و المساعده . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
صلوا عليه
الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه Bxw5112
تابعونا على
أفضل الأعضاء الموسومين
لا يوجد مستخدم
أفضل الكلمات الدليلية الموسومة
1#sthash
2#تحيا_الامة_العربية
3#تحيا_مصر
4#06
5#اللہ

 

 الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد

(( المدير العام ))
(( المدير العام ))
محمد


دعاء
الدولة الدولة : مصر أم الدنيا
ذكر
الاسد
الثعبان
عدد المساهمات : 3173
33161
تاريخ الميلاد : 25/07/1977
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
العمر : 46
مدرس - مدير الموقع
مرهق
عزيمة وإرادة

بطاقة الشخصية
المدير العام: 10

الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه Empty
مُساهمةموضوع: الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه   الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه I_icon_minitimeالسبت يوليو 24, 2010 3:09 am

[size=12]أدلة الكتاب والسنة على عذاب القبر ونعيمه



الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه Tr13الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه Tl13
أدلة الكتاب والسنة على عذاب القبر ونعيمه :


قال تعالى: { النار يعرضون عليها غدواً وعشيّاً ويوم تقوم

الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب }( غافر: 46 ).

والعرض على النار هنا نوع من العذاب وهو حاصل قبل يوم

القيامة بلا شك، بدليل قوله تعالى في الآية نفسها

{ ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } فدل

ذلك على ثبوت عذاب القبر، وهذا المعنى يؤيده ما رواه

البخاري و مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم قال: ( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده

بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة،

وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك

حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة ).


ومن الأدلة أيضا قوله تعالى: { فذرهم حتى يلاقوا يومهم

الذي فيه يصعقون يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم

ينصرون وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا

يعلمون }( الطور: 45-47) وقد روى الطبري عن ابن عباس

في قوله تعالى: { وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك }

يقول: " عذاب القبر قبل عذاب يوم القيامة ".

وقال تعالى: { ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت

والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون

عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن

آياته تستكبرون }( الأنعام: 93)، فقول ملائكة العذاب:

"اليوم" يدل على الزمن الحاضر وهو بلا شك قبل يوم

القيامة. فدل ذلك على أن الكفار يعذبون قبل البعث

والحساب.


هذه بعض الآيات الدالة على عذاب القبر، وأما الأحاديث

فهي كثيرة نذكر منها ما ثبت:


عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: بينما النبي صلى الله

عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن

معه، إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو

أربعة.. فقال: ( من يعرف أصحاب هذه الأَقْبُر ؟ فقال رجل:

أنا، قال: فمتى مات هؤلاء ؟ قال: ماتوا في الإشراك. فقال:

إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت

الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه. ثم أقبل

علينا بوجهه، فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار. قالوا: نعوذ

بالله من عذاب النار. فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر .

قالوا : نعوذ بالله من عذاب القبر ) رواه مسلم .


وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت علي عجوزان

من عجز يهود المدينة، فقالتا: إن أهل القبور يعذبون في

قبورهم، قالت: فكذبتهما ولم أنعم أن أصدقهما، فخرجتا

ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: يا

رسول الله إن عجوزين من عجز يهود المدينة دخلتا علي

فزعمتا أن أهل القبور يعذبون في قبورهم . فقال: صدقتا

إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم . قالت: فما رأيته بعد

في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر ) رواه مسلم .


وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه

وسلم: ( أنه كان يتعوذ من عذاب القبر، وعذاب جهنم،

وفتنة الدجال ) رواه مسلم .


وعن ابن عباس رضي الله عنها قال: مرّ النبي صلى الله

عليه وسلم بقبرين، فقال: ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في

كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان

يمشي بالنميمة ) متفق عليه.


وفي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الطويل، جاء فيه

عن العبد المؤمن: ( قال: فتعاد روحه في جسده، فيأتيه

ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك ؟ فيقول: ربي الله،

فيقولان له: ما دينك ؟ فيقول: ديني الإسلام . فيقولان له:

ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول: هو رسول الله

صلى الله عليه وسلم . فيقولان له: وما علمك ؟ فيقول

قرأت كتاب الله فآمنت به، وصدقت، فينادى مناد في

السماء: أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وألبسوه من

الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة. قال: فيأتيه من روحها

وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره .. ) رواه أحمد .


قال العلامة ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية: "

وقد تواترت الأخبار عن رسول الله في ثبوت عذاب القبر

ونعيمه - لمن كان لذلك أهلا - وسؤال الملكين . فيجب

اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته، إذ

ليس للعقل وقوف على كيفيته لكونه لا عهد له به في

هذا الدار " .


وقال أبو الحسن الأشعري في الإبانة :" وقد أجمع على

ذلك – أي عذاب القبر ونعيمه - الصحابة والتابعون رضي الله

عنهم أجمعين " ، وممن نقل الإجماع أيضا شيخ الإسلام

ابن تيمية وغيره .



شبهات من أنكر عذاب القبر والرد عليها



مما استدل به المنكرون لعذاب القبر ونعيمه قول الله عز

وجل: { لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى }( الدخان:

56) قالوا: لو صاروا أحياء في القبور لذاقوا الموت مرتين

مرة في حياتهم الدنيا، ومرة في حياتهم البرزخية.


واستشهدوا على إنكارهم أيضا بقوله تعالى: { وما أنت

بمسمع من في القبور }(فاطر: 22) قالوا: إن الغرض من

سياق الآية تشبيه الكفرة بأهل القبور في عدم السماع،

ولو كان الميت حيا في قبره أو حاسا لم يستقم التشبيه.


هذا من جهة النقل، أما من جهة العقل فقالوا: إنا نرى

الشخص يصلب ويبقى مصلوبا إلى أن تذهب أجزاؤه، ولا

نشاهد فيه أيّاً من علامات الحياة فلا نراه يعذب ولانراه

ينعم.

ونرى الرجل يحرق بالنار، وتأكله السباع، ولا نرى أثرا لما

تقولونه من عذاب القبر ونعيمه.


وللإجابة على ذلك نقول أما قوله تعالى:{ لا يذوقون فيها

الموت إلا الموتة الأولى }( الدخان: 56) وقولهم: لو صاروا

أحياء في القبور لذاقوا الموت مرتين مرة في حياتهم الدنيا،

ومرة في حياتهم البرزخية.


فالجواب على ذلك أن الإيمان بحياة الأموات في قبورهم لا

يقتضي مساواة حياتهم في البرزح بحياتهم في الدنيا، بل

هي حياة خاصة قدرها الله سبحانه لهم، وعليه فلا يلزم ما

قاله المنكرون لعذاب القبر ونعيمه من أنه لو كان الأموات

منعمين أو معذبين للحقهم الموت مرة ثانية إذ ذلك لا يلزم

إلا في حال تساوي الحياتين.


ومنشأ هذا الخلط عند منكري عذاب القبر هو ظنهم أن

الموت هو عدم محض لا يشعر معه صاحبه بشيء وهذا ما

ترده النصوص الشرعية من الكتاب والسنة .


ثم إن الآية جاءت في سياق الامتنان على أهل الجنة

بأنهم خالدون فيها لا يذوقون الموت سوى ما ذاقوه أول

مرة في حياتهم الأولى، فليس في الآية حديث عن عذاب

القبر ولا نعيمه ولا تعلق للآية به، فالاستدلال بها إقحام

لها في غير سياقها ومساقها .


أما استشهادهم بقوله تعالى:{ وما أنت بمسمع من في

القبور }( فاطر: 22) فالجواب عنه بأن الآية وردت في

سياق تشبيه حال الكفار من حيث عدم انتفاعهم بسماع

المواعظ والآيات بحال أهل القبور الذين لا ينتفعون بشيء

مما يلقى عليهم، فالآية تنفي سماع الانتفاع لا مطلق

السماع بدليل أن الكفار وهم المرادون في الآية بالأموات

يسمعون الآيات بلا شك ولكنهم لا ينتفعون بها .


هذا ما يتعلق برد استدلالهم بالمنقول على إنكار عذاب

القبر ونعيمه، أما استدلالهم بالمعقول وبالحس فالرد عليه

من وجوه:



الوجه الأول: أن الله قد حجب عنا معرفة ما يحصل للميت

شفقة بنا لئلا نترك دفن موتانا، قال صلى الله عليه وسلم:

( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت

الله أن يسمعكم من عذاب القبر ) رواه مسلم



الوجه الثاني: أن عدم رؤيتنا لما يحصل للميت من عذاب أو

نعيم لا يعني عدم وجوده فقدرة الله ليس لها حدود، فهو

قادر سبحانه على أن يعذب أو ينعم من مات محروقا، أو

مات مأكولا، فالله لا يعجزه شيء وهو على كل شيء

قدير.



الوجه الثالث: أننا نرى اليوم من طرق التعذيب أنواعا

مختلفة لا تترك آثارا في الجسد كالتعذيب الكهربائي مثلا

أو التعذيب النفسي، وهي أنواع من التعذيب ربما تكون

أقسى من تلك التي تترك ندوبا في الجسد وآثارا.




الوجه الرابع: أن من أصول الإيمان عندنا الإيمان بالغيب،

وعذاب القبر منه، وإنكار عذاب القبر ونعيمه بدعوى عدم

مشاهدته أو الإحساس به، هو فتح لباب جحود الغيب

على مصراعيه، فالملائكة تطوف حولنا وتكتب حسناتنا

وسيئاتنا ولا نراها ومع ذلك نؤمن بها، وكذلك الجن، فهل

يعد عدم رؤيتنا لذلك مبررا لإنكار تلك الغيبيات .

وبهذا يظهر أن من أنكر عذاب القبر ونعيمه ليس معه من

العلم سوى الأوهام، وأن دلائل الكتاب والسنة قائمة على

إثباته وتحقيقه، والله أعلم .


منقوول



الكاتب: الإمام ابن القيم رحمه الله

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على من أكمل الله به الدين وأتم به النعمة، نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه والتابعين.

أسباب عذاب القبر

أورد ابن القيم رحمه الله سؤالاً حول عذاب القبر وأجاب عليه، في كتابه "الروح".

قال – رحمه الله تعالى- يقول السائل: ما الأسباب التي يعذب بها أصحاب القبور؟ وجواب ذلك من وجهين: مجمل ومفصل.

أما المجمل: فإنهم يعذبون على جهلهم بالله، وإضاعتهم لأمره، وارتكابهم لمعاصيه، فلا يعذب الله روحاً عرفته وأحبته وامتثلت أمره واجتنبت نهيه، ولا بدناً كانت فيه أبداً، فإن عذاب القبر وعذاب الآخرة أثر غضب الله وسخطه على عبده، فمن أغضب الله وأسخطه في هذه الدار ثم لم يتب ومات على ذلك، كان له من عذاب البرزخ بقدر غضب الله وسخطه عليه، فمستقل ومستكثر، ومصدق ومكذب.

وأما الجواب المفصل: فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجلين اللذين رآهما يعذبان في قبورهما، يمشي أحدهما بالنميمة بين الناس، ويترك الآخر الاستبراء من البول،فهذا ترك الطهارة الواجبة، وذلك ارتكب السبب الموقع للعداوة بين الناس بلسانه وإن كان صادقاً، وفي هذا تنبيه على أن الموقع بينهم العداوة بالكذب والزور والبهتان أعظم عذاباً، كما أن في ترك الصلاة التي الاستبراء من البول بعض واجباتها وشروطها فهو أشد عذاباً.

وأخبر عليه الصلاة والسلام- كما في رواية- أن احد هاذين اللذين يعذبان كان يأكل لحوم الناس، فهو مغتاب، وذلك نمام.

وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أن رجلاً ضرب في قبره سوطاً فامتلأ القبر عليه نار، لكونه صلى صلاة واحدة بغير طهور، ومر على مظلوم فلم ينصره. [الحديث رواه الطحاوي في بسند حسن].

وأخبر صلى الله عليه وسلم كما في حديث سمرة بن جندب الذي رواه البخاري عن تعذيب من يكذب الكذبة تبلغ الآفاق، وعن تعذيب من يقرأ القرآن ثم ينام عنه بالليل ولا يعمل به في النهار، وعن تعذيب الزناة والزواني، وعن تعذيب آكل الربا، أخبر عنهم كما شاهدهم في البرزخ.

وفي حديث آخر أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن رضخ رؤوس أقوام بالصخر لتثاقل رؤوسهم عن الصلاة، وعن الذين يسرحون بين الضريع والزقوم لتركهم زكاة أموالهم، وعن الذين يأكلون اللحم المنتن الخبيث لزناهم، والذين تقرض شفاهم بمقارض من حديد لقيامهم في الفتن بالكلام والخطب.

وجاء في حديث رواه أبو سعيد عنه صلى الله عليه وسلم ذكر أرباب بعض الجرائم وعقوباتهم:
فمنهم من بطونهم أمثال البيوت وهم على سابلة آل فرعون، وهم أكلة الربا، ومنهم من تفتح أفواههم فيلقمون الجمر حتى يخرج من أسالفهم، وهم أكلة أموال اليتامى، ومنهم من تقطع جنوبهم ويطعمون لحومهم، وهم المغتابون، ومنهم من لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم، وهم الذين يمزقون أعراض الناس.

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن صاحب الشملة التي غلها من المغنم، أنها تشتعل عليه ناراً في قبره، هذا وله فيها حق، فكيف بمن ظلم غيره ما لا حق فيه؟!

فعذاب القبر من معاصي القلب والعين والأذن والفم واللسان والبطن والفرج واليد والرجل والبدن كله: فالنمام، والكذاب، والمغتاب، وشاهد الزور، وقاذف المحصن، والموضع في الفتنة، والداعي إلى البدعة، والقائل على الله ورسوله ما لا علم له به، والمجازف في كلامه، وآكل الربا، وآكل أموال اليتامى، وآكل السحت من الرشوة وغيرها، وأكل مال أخيه المسلم بغير حق، أو مال المعاهد، وشارب المسكر، والزاني، واللوطي، والسارق، والخائن، والغادر، والمخادع، والماكر، وآخذ الربا ومعطيه وكاتبه وشاهداه، والمحلل والمحلل له، والمحتال على إسقاط فرائض الله وارتكاب محارمه، ومؤذي المسلمين ومتتبع عوراتهم، والحاكم بغير ما أنزل الله، والمفتي بغير ما شرع الله، والمعين على الإثم والعدوان، وقاتل النفس التي حرّم الله، والملحد في حرم الله، والمعطل لحقائق أسماء الله وصفاته الملحد فيها، والمقدم رأيه وذوقه سياسته على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، النائحة والمستمع إليها، ونواحوا جهنم، وهم المغنون الغناء الذي حرمه الله ورسوله، والمستمع إليهم والذين يبنون المساجد على القبور، ويوقدون عليها القناديل والسُرج، والمطففون في استيفاء مالهم إذا أخذوه، وهضم ما عليهم إذا بذلوه، والجبارون، والمتكبرون، والمراءون، والهمازون واللمازون، والطاعنون على السلف، والذين يأتون الكهنة والمنجمين والعرافين فيسألونهم ويصدقونهم، وأعوان الظلمة الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، والذي خوفته بالله وذكرته به فلم يرعوِ ولم ينزجر، فإذا خوفته بمخلوق مثله خاف وارعوى وكفّ عمّا هو فيه، والذي يهدى بكلام الله ورسوله فلا يهتدي، ولا يرفع به رأساً، فإذا بلغه عما يحسن به الظن ممن يصيب ويخطىء عضّ عليه بالنواجذ ولم يخالفه، والذي يقرأ القرآن فلا يؤثر فيه، وربما اشتغل به، فإذا استمع قرآن الشيطان ورقية الزنا ومادة النفاق طاب سره وتواجد وهاج من قلبه دواعي الطرب، وودّ أن المغني لا يسكت، والذي يحلف بالله ويكذب، فإذا حلف بالولي أو برأس شيخه أو أبيه أو حياة من يحبه ويعظمه من المخلوقين لم يكذب ولو هُدّد وعوقب، والذي يفتخر بالمعصية ويتكثر بها بين أقرانه، وهو المجاهر، والذي لا تأمنه على مالك وحرمتك، والفاحش اللسان الذي تركه الخلق إتّقاء شره وفحشه، والذي يؤخر الصلاة إلى آخر وقتها وينقرها ولا يذكر الله فيها إلا قليلاً، ولا يؤدي زكاة ماله طيبة بها نفسه، ولا يحج مع قدرته على الحج، ولا يؤدي ما عليه من الحقوق مع قدرته عليها، ولا يتورع من لحظة ونظره ولا من لفظه ولا أكله ولا خطوه، ولا يبالي بما حصّل من المال من حلال أو حرام، ولا يصل رحمه، ولا يرحم المسكين ولا الأرملة ولا اليتيم، ولا يرحم الحيوان البهيم، بل يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين، ويرائي للعالمين، ويمنع الماعون، ويشتغل بعيوب الناس عن عيبه، وبذنوبهم عن ذنبه.

فكل هؤلاء وأمثالهم يعذبون في قبورهم بهذه الجرائم، بحسب كثرتها وقلتها، وصغرها وكبرها. ما لم يغفر الله لهم ويتجاوز عنهم بتوبة أو رحمة منه تعالى.
ولما كان أكثر الناس كذلك، كان أكثر أصحاب القبور معذبين، والفائز منهم قليل، فظواهر القبور تراب، وبواطنها حسرات وعذاب، ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبنيات، وفي باطنها الدواهي والبليات، تغلي بالحسرات كما تغلي القدور بما فيها، ويحق لها وقد حيل بينا وبين شهواتها وأمانيها.
تالله لقد وعظت فما تركت لواعظ مقالاًن ونادت: يا عُمار الدنيا، لقد عمرتم داراً موشكة بكم زوالاً، وخربتم داراً أنتم مسرعون إليها انتقالاً، عمرتم بيوتاً لغيركم منافعها وسكانها، وخربتم بيوتاً ليس لكم مساكن سواها، هذه دار الاستباق، ومستودع الأعمال وبذر الزرع، وهذه محل للعبر، رياض من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار.


الأسباب المنجية من عذاب القبر

إن الأسباب المنجية من عذاب القبر من وجهين: مجمل، ومفصل.

أما المجمل فهو: فجنب الأسباب التي تقتضي عذاب القبر، ومن أنفع أسباب تجنب عذاب القبر: أن يجلس الإنسان عندما يريد النوم لله ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه، ثم يجدد له توبة نصوحاً بينه وبين الله، فينام على تلك التوبة، ويعزم على ألا يعاود الذنب إذا استيقظ، ويفعل هذا كل ليلة، فإن مات من ليلته مات على توبة، وإن استيقظ استيقظ مستقبلاً للعمل مسروراً بتأخير أجله، حتى يستقبل ربه، ويستدرك ما فاته، وليس للعبد أنفع من هذه النومة، ولا سيما إذا عقب ذلك بذكر الله تعالى واستعمال السنن التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند النوم، حتى يغلبه النوم، فمن أراد الله به خيراً وفقه لذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وأما الجواب المفصل: فنذكر أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ينجي من عذاب القبر:
فمن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن سلمان الفارسي- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات أجري عليه عمله الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان »
ومعنى الرباط: الإقامة بالثغر مقوياً للمسلمين على الكفار ، والثغر: كل مكان يخيف أهله العدو ويخيفهم. والرباط فضله عظيم وأجره كبير، وأفضله ما كان في أشد الثغور خوفاً.

ومما يُنجي من عذاب القبر ما دل عليه ما رواه النسائي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً قال: ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: « كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة »

وروى الترمذي وابن ماجه وغيرهما بسند صحيح عن المقدام بن معد يكرب- رضي الله عنه-، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « للشهيد عند الله ست خصال: يُغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويُجار من عذاب القبر، ، ويأمن من الفزع الأكبر، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنساناً من أقاربه » ، وهذا لفظ ابن ماجه وعند الترمذي: « ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويُزوّج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه » . وهذا بعض فضل الجهاد في سبيل الله والاستشهاد فيه.

ومما جاء فيما ينجي من عذاب القبر: ما ثبت عند أبي داود، والترمذي، وابن ماجه، والنسائي، عن أبي هريرة- رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها حتى غفر له » . فدلّ هذا الحديث وما جاء في معناه من الآثار على أن من حافظ على قراءة سورة الملك وداوم على ذلك وعمل بما دلّت عليه، فإنها تنجيه من عذاب القرب.

ومما جاء فيما ينجي من عذاب القبر: ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من يقتله بطنه فلن يُعذّب في قبره » [رواه الترمذي]

وهذا يحمل من أصيب بداء البطن أن يصبر ولا يجزع، ويحتسب الأجر عند الله، وأن يحتسبه أهله كذلك.

ومما جاء فيما ينجي من عذاب القبر: ما رواه الإمام أحمد وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر » . وهذا محض فضل الله وتوفيقه لحسن الخاتمة.

ومما يستأنس به في هذا الباب: ما رواه ابن حبان في صحيحه وغيره عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن الميت إذا وضع في قبره، إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن شماله، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتي من قبل رأسه، فتقول الصلاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه، فيقول الصيام: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره، فتقول الزكاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه، فتقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس: ما قبلي مدخل.

فيقال له: اجلس، فجلس، وقد مثلت له الشمس وقد أدنيت للغروب، فيقال له: أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه؟ وماذا تشهد به عليه؟ فيقول: دعوني حتى أصلي، فيقولون: إنك ستفعل، أخبرنا عما نسألك عنه، أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم، ما تقول فيه؟ وماذا تشهد عليه؟ قال: فيقول: محمّد، أشهد أنه رسول الله، وأنه جاء بالحق من عند الله، فيقال له: على ذلك حييت، وعلى ذلك مت، وعلى ذلك تُبعث إن شاء الله، ثم يُفتح له باب من أبواب الجنة، فيقال له: هذا مقعدك منها، وما أعد الله لك فيها، فيزداد غبطة وسروراً، ثم يُفتح له باب من أبواب النار، فيقال له: هذا مقعدك منها، وما أعد الله لك فيها لو عصيته، فيزداد غبطة وسروراً، ثم يُفسح له في قبره سبعون ذراعاً، وينور له فيه، ويعاد الجسد لما بدأ منه، فتجعل نسمته في النسيم الطيب، وهي طير يعلق في شجرة الجنة، قال: فذلك قوله تعالى: { يُثبّتُ اللهُ الذينَ آمَنُوا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ } إلى آخر الآية [إبراهيم: 27]، ثم ذكر تمام الحديث. »

وقد دل على ذلك أن تلك الأعمال من الصلاة والزكاة والصيام وفعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس من أسباب النجاة من عذاب القبر وكربه وفتنه.

والجامع في ذلك تحقيق التقوى لله تعالى، كما قال سبحانه: { إِنَّ الذينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [الأحقاف: 13].


اللهُمّ اجعل قبورنا وإخواننا المسلمين رياضاً من رياض الجنة، وقنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، يا كريم، وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[للاستزادة انظر كتاب الروح للإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله].

__________________





[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://teacher.yoo7.com
محمد

(( المدير العام ))
(( المدير العام ))
محمد


دعاء
الدولة الدولة : مصر أم الدنيا
ذكر
الاسد
الثعبان
عدد المساهمات : 3173
33161
تاريخ الميلاد : 25/07/1977
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
العمر : 46
مدرس - مدير الموقع
مرهق
عزيمة وإرادة

بطاقة الشخصية
المدير العام: 10

الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه   الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه I_icon_minitimeالسبت يوليو 24, 2010 3:19 am

أدلة الكتاب والسنة على عذاب القبر ونعيمه :


قال تعالى: { النار يعرضون عليها غدواً وعشيّاً ويوم تقوم

الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب }( غافر: 46 ).

والعرض على النار هنا نوع من العذاب وهو حاصل قبل يوم

القيامة بلا شك، بدليل قوله تعالى في الآية نفسها

{ ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } فدل

ذلك على ثبوت عذاب القبر، وهذا المعنى يؤيده ما رواه

البخاري و مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم قال: ( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده

بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة،

وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك

حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة ).


ومن الأدلة أيضا قوله تعالى: { فذرهم حتى يلاقوا يومهم

الذي فيه يصعقون يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم

ينصرون وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا

يعلمون }( الطور: 45-47) وقد روى الطبري عن ابن عباس

في قوله تعالى: { وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك }

يقول: " عذاب القبر قبل عذاب يوم القيامة ".

وقال تعالى: { ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت

والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون

عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن

آياته تستكبرون }( الأنعام: 93)، فقول ملائكة العذاب:

"اليوم" يدل على الزمن الحاضر وهو بلا شك قبل يوم

القيامة. فدل ذلك على أن الكفار يعذبون قبل البعث

والحساب.


هذه بعض الآيات الدالة على عذاب القبر، وأما الأحاديث

فهي كثيرة نذكر منها ما ثبت:


عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: بينما النبي صلى الله

عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن

معه، إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو

أربعة.. فقال: ( من يعرف أصحاب هذه الأَقْبُر ؟ فقال رجل:

أنا، قال: فمتى مات هؤلاء ؟ قال: ماتوا في الإشراك. فقال:

إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت

الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه. ثم أقبل

علينا بوجهه، فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار. قالوا: نعوذ

بالله من عذاب النار. فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر .

قالوا : نعوذ بالله من عذاب القبر ) رواه مسلم .


وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت علي عجوزان

من عجز يهود المدينة، فقالتا: إن أهل القبور يعذبون في

قبورهم، قالت: فكذبتهما ولم أنعم أن أصدقهما، فخرجتا

ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: يا

رسول الله إن عجوزين من عجز يهود المدينة دخلتا علي

فزعمتا أن أهل القبور يعذبون في قبورهم . فقال: صدقتا

إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم . قالت: فما رأيته بعد

في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر ) رواه مسلم .


وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه

وسلم: ( أنه كان يتعوذ من عذاب القبر، وعذاب جهنم،

وفتنة الدجال ) رواه مسلم .


وعن ابن عباس رضي الله عنها قال: مرّ النبي صلى الله

عليه وسلم بقبرين، فقال: ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في

كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان

يمشي بالنميمة ) متفق عليه.


وفي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الطويل، جاء فيه

عن العبد المؤمن: ( قال: فتعاد روحه في جسده، فيأتيه

ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك ؟ فيقول: ربي الله،

فيقولان له: ما دينك ؟ فيقول: ديني الإسلام . فيقولان له:

ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول: هو رسول الله

صلى الله عليه وسلم . فيقولان له: وما علمك ؟ فيقول

قرأت كتاب الله فآمنت به، وصدقت، فينادى مناد في

السماء: أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وألبسوه من

الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة. قال: فيأتيه من روحها

وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره .. ) رواه أحمد .


قال العلامة ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية: "

وقد تواترت الأخبار عن رسول الله في ثبوت عذاب القبر

ونعيمه - لمن كان لذلك أهلا - وسؤال الملكين . فيجب

اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته، إذ

ليس للعقل وقوف على كيفيته لكونه لا عهد له به في

هذا الدار " .


وقال أبو الحسن الأشعري في الإبانة :" وقد أجمع على

ذلك – أي عذاب القبر ونعيمه - الصحابة والتابعون رضي الله

عنهم أجمعين " ، وممن نقل الإجماع أيضا شيخ الإسلام

ابن تيمية وغيره .



شبهات من أنكر عذاب القبر والرد عليها



مما استدل به المنكرون لعذاب القبر ونعيمه قول الله عز

وجل: { لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى }( الدخان:

56) قالوا: لو صاروا أحياء في القبور لذاقوا الموت مرتين

مرة في حياتهم الدنيا، ومرة في حياتهم البرزخية.


واستشهدوا على إنكارهم أيضا بقوله تعالى: { وما أنت

بمسمع من في القبور }(فاطر: 22) قالوا: إن الغرض من

سياق الآية تشبيه الكفرة بأهل القبور في عدم السماع،

ولو كان الميت حيا في قبره أو حاسا لم يستقم التشبيه.


هذا من جهة النقل، أما من جهة العقل فقالوا: إنا نرى

الشخص يصلب ويبقى مصلوبا إلى أن تذهب أجزاؤه، ولا

نشاهد فيه أيّاً من علامات الحياة فلا نراه يعذب ولانراه

ينعم.

ونرى الرجل يحرق بالنار، وتأكله السباع، ولا نرى أثرا لما

تقولونه من عذاب القبر ونعيمه.


وللإجابة على ذلك نقول أما قوله تعالى:{ لا يذوقون فيها

الموت إلا الموتة الأولى }( الدخان: 56) وقولهم: لو صاروا

أحياء في القبور لذاقوا الموت مرتين مرة في حياتهم الدنيا،

ومرة في حياتهم البرزخية.


فالجواب على ذلك أن الإيمان بحياة الأموات في قبورهم لا

يقتضي مساواة حياتهم في البرزح بحياتهم في الدنيا، بل

هي حياة خاصة قدرها الله سبحانه لهم، وعليه فلا يلزم ما

قاله المنكرون لعذاب القبر ونعيمه من أنه لو كان الأموات

منعمين أو معذبين للحقهم الموت مرة ثانية إذ ذلك لا يلزم

إلا في حال تساوي الحياتين.


ومنشأ هذا الخلط عند منكري عذاب القبر هو ظنهم أن

الموت هو عدم محض لا يشعر معه صاحبه بشيء وهذا ما

ترده النصوص الشرعية من الكتاب والسنة .


ثم إن الآية جاءت في سياق الامتنان على أهل الجنة

بأنهم خالدون فيها لا يذوقون الموت سوى ما ذاقوه أول

مرة في حياتهم الأولى، فليس في الآية حديث عن عذاب

القبر ولا نعيمه ولا تعلق للآية به، فالاستدلال بها إقحام

لها في غير سياقها ومساقها .


أما استشهادهم بقوله تعالى:{ وما أنت بمسمع من في

القبور }( فاطر: 22) فالجواب عنه بأن الآية وردت في

سياق تشبيه حال الكفار من حيث عدم انتفاعهم بسماع

المواعظ والآيات بحال أهل القبور الذين لا ينتفعون بشيء

مما يلقى عليهم، فالآية تنفي سماع الانتفاع لا مطلق

السماع بدليل أن الكفار وهم المرادون في الآية بالأموات

يسمعون الآيات بلا شك ولكنهم لا ينتفعون بها .


هذا ما يتعلق برد استدلالهم بالمنقول على إنكار عذاب

القبر ونعيمه، أما استدلالهم بالمعقول وبالحس فالرد عليه

من وجوه:



الوجه الأول: أن الله قد حجب عنا معرفة ما يحصل للميت

شفقة بنا لئلا نترك دفن موتانا، قال صلى الله عليه وسلم:

( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت

الله أن يسمعكم من عذاب القبر ) رواه مسلم



الوجه الثاني: أن عدم رؤيتنا لما يحصل للميت من عذاب أو

نعيم لا يعني عدم وجوده فقدرة الله ليس لها حدود، فهو

قادر سبحانه على أن يعذب أو ينعم من مات محروقا، أو

مات مأكولا، فالله لا يعجزه شيء وهو على كل شيء

قدير.



الوجه الثالث: أننا نرى اليوم من طرق التعذيب أنواعا

مختلفة لا تترك آثارا في الجسد كالتعذيب الكهربائي مثلا

أو التعذيب النفسي، وهي أنواع من التعذيب ربما تكون

أقسى من تلك التي تترك ندوبا في الجسد وآثارا.




الوجه الرابع: أن من أصول الإيمان عندنا الإيمان بالغيب،

وعذاب القبر منه، وإنكار عذاب القبر ونعيمه بدعوى عدم

مشاهدته أو الإحساس به، هو فتح لباب جحود الغيب

على مصراعيه، فالملائكة تطوف حولنا وتكتب حسناتنا

وسيئاتنا ولا نراها ومع ذلك نؤمن بها، وكذلك الجن، فهل

يعد عدم رؤيتنا لذلك مبررا لإنكار تلك الغيبيات .

وبهذا يظهر أن من أنكر عذاب القبر ونعيمه ليس معه من

العلم سوى الأوهام، وأن دلائل الكتاب والسنة قائمة على

إثباته وتحقيقه، والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://teacher.yoo7.com
محمد

(( المدير العام ))
(( المدير العام ))
محمد


دعاء
الدولة الدولة : مصر أم الدنيا
ذكر
الاسد
الثعبان
عدد المساهمات : 3173
33161
تاريخ الميلاد : 25/07/1977
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
العمر : 46
مدرس - مدير الموقع
مرهق
عزيمة وإرادة

بطاقة الشخصية
المدير العام: 10

الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه   الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه I_icon_minitimeالسبت يوليو 24, 2010 3:24 am

في عذاب القبر ونعيمه

الأدلة النقلية

1- القران الكريم
"الأَنْفَال"
آية رقم : 50
في قوله ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم . وذوقوا عذاب الحريق , ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد )


"التَّوْبَة"
آية رقم : 101
وفى قوله ( سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم )
تفسير القرطبي
قوله تعالى: ""سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم"" قال ابن عباس: بالأمراض في الدنيا وعذاب الآخرة. فمرض المؤمن كفارة، ومرض الكافر عقوبة. وقيل العذاب الأول الفضيحة باطلاع النبي صلى الله عليه وسلم عليهم، على ما يأتي بيانه في المنافقين. والعذاب الثاني عذاب القبر. الحسن وقتادة: عذاب الدنيا وعذاب القبر. ابن زيد: الأول بالمصائب في أموالهم وأولادهم، والثاني عذاب القبر. مجاهد: الجوع والقتل. الفراء: القتل وعذاب القبر. وقيل: السباء والقتل وقيل: الأول أخذ الزكاة من أموالهم وإجراء الحدود عليهم، والثاني عذاب القبر



"سورة: غَافِر"
"آية: 46"
وفى قوله ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )

" تفسير القرطبي"
" قوله تعالى : "" النار يعرضون عليها"" قال الجمهور على أن هذا العرض في البرزخ .واحتج بعض أهل العلم في تثبيت عذاب القبر بقوله : "" النار يعرضون عليها غدوا وعشيا "" ما دامت الدنيا . كذلك قال مجاهد و عكرمة و مقاتل و محمد بن كعب كلهم قال : هذه الآية تدل على عذاب القبر في الدنيا ، ألا تراه يقول عن عذاب الآخرة : "" ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ""
وفي الحديث عن ابن مسعود : أن أرواح آل فرعون ومن كالن مثلهم من الكفار تعرض على النار بالغداة والعشي فيقال هذه داركم . وعنه أيضاً : إن أرواحهم في أجواف طير سود تغدوا على جهنم وتروح كل يوم مرتين فذلك عرضها
وفي حديث صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "" إن الكافر إذا مات عرض على النار بالغداة والعشي ثم تلا "" النار يعرضون عليها غدوا وعشيا"" وإن المؤمن إذا مات عرضت روحه على الجنة بالغداة والعشي "" وخرج البخاري و مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "" إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل لجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة "" . قال الفراء : في الغداة والعشي بمقادير ذلك في الدنيا . هوه قول مجاهد . قال: ( غدوا وعشياً ) قال : من أيام الدنيا . ، فإذا كان يوم القيامة قال الله تعالى :"" أدخلوا آل فرعون أشد العذاب "" ، أي يأمر الله الملائكة أن يدخلوهم ، ودليله "" النار يعرضون عليها ""






"سورة: إِبْرَاهِيم"
"آية: 27"
وفى قوله ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء )

" تفسير القرطبي"

" قوله تعالى: "" يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت "" قال ابن عباس: هو لا إله إلا الله.
وروى النسائي عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "" يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة "" نزلت في عذاب القبر، يقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله وديني دين محمد، فذلك قوله: "" يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة "".
قلت: وقد جاء هكذا موقوفاً في بعض طرق مسلم عن البراء أنه قوله، والصحيح فيه الرفع كما في صحيح مسلم وكتاب النسائي وأبي داود وابن ماجه وغيرهم، عن البراء عن النبي صلى الله، وذكر البخاري ، حدثنا جعفر بن عمر، قال حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيده عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "" إذا أقعد المؤمن في قبره أتاه آت ثم يشهد أن لا إله إلا الله وأم محمداً رسول الله فذلك قوله ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )
وقيل: يثبتهم في الدارين جزاء لهم على القول الثابت. وقال القفال وجماعة: "" في الحياة الدنيا "" أي في القبر، لأن الموتى في الدنيا إلى أن يبعثوا، ( وفي الآخرة) أي عند الحساب، وحكاه الماوردي عن البراء قال: المراد بالحياة الدنيا المساءلة في القبر، وبالآخرة المساءلة في القيامة: "" ويضل الله الظالمين "" أي عن حجتهم في قبورهم كما ضلوا في الدنيا بكفرهم فلا يلقنهم كلمة الحق، فإذا سئلوا في قبورهم قالوا: لا ندري، فيقول: لا دريت ولا تليت، وعند ذلك يضرب بالمقامع على ما ثبت في الأخبار،. وقيل: يمهلهم حتى يزدادوا ضلالاً في الدنيا. "" ويفعل الله ما يشاء "" من عذاب قوم وإضلال قوم


2 - إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله :
أن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم آتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ماذا كنت تقول في هذا الرجل – محمد صلى الله عليه وسلم – فأما المؤمن فيقول اشهد انه عبد الله ورسوله فيقال له : انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا , واما المنافق أو الكافر فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول لا أدرى كنت أقول ما يقول الناس , فيقال له : لا دريت ولا تليت ( أي اتبعت ) ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعه من يليه غير الثقلين ( الأنس والجن )
وفى قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشى أن كان من أهل النار فمن أهل النار , فيقال له : هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة
)البخاري
وفى قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه ( اللهم أنى أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال )
وفى قوله صلى الله عليه وسلم لما مر بقبرين فقال ( إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى , إما أحدهما فكان يسعى بالنميمة واما الآخر فكان لا يستتر من بوله )البخاري



الأدلة العقلية

1- إيمان العبد بالله وملائكته واليوم الآخر يستلزم إيمانه بعذاب القبر ونعيمه وبكل ما يجرى فيه , إذ الكل من الغيب فمن آمن بالبعض لزمه عقلا الإيمان بالبعض الآخر .


2- ليس عذاب القبر أو نعيمه أو ما يقع فيه من سؤال الملكين مما ينفيه العقل بل العقل السليم يقره ويشهد له.


3- أن النائم قد يرى من الرؤيا ما يسر له فيتلذذ بها وينعم بتأثيرها في نفسه الأمر الذي يحزن له أو يأسف إن هو استيقظ , كما انه قد يرى الرؤيا مما يكره فيستاء لها ويغتم ,الأمر الذي يجعله يحمد من أيقظه
فهذا النعيم أو العذاب في النوم يجرى على الروح حقيقة وتتأثر به وغير محسوس ولا مشاهد لنا ولا ينكره أحد فكيف ينكر إذا عذاب القبر أو نعيمه وهو نظيره تماما.









في الشفاعة

بسم الله الرحمن الرحيم

"سورة: الزُّخْرُف"
"آية: 86"
"وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"

"سورة: مَرْيَم"
"آية: 87"
"لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا"
"سورة: الزُّمَر"
"آية: 44"
"قُلْ لِلَّهِ الشَفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ ثُمَّ إِلَيهِ تُرْجَعُوَنَ"

"سورة طه"
"آية 109"
"" يؤمئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا"".

"سورة سبأ"
"آية 23"
"" لا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن إذن له"" .


"سورة: البَقَرَة"
"آية: 48"
""واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون"" .


"سورة: البقرة"
"آية: 255"
"" من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ""

" تفسير القرطبي"
"سورة: البَقَرَة"
"آية: 48"
" قوله تعالى : ""واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون"" .
قوله تعالى : ""ولا يقبل منها شفاعة"" الشافعة : مأخوذة من الشفع وهما الاثنان

مذهب أهل الحق أن الشفاعة حق ، وأنكرها المعتزلة وخلدوا المؤمنين من المذنبين الذين دخلوا النار في العذاب . والأخبار متظاهرة بأن من كان من العصاة المذنبين الموحدين من أمم النبيين هم الذين تنالهم شفاعة الشافعين من الملائكة والنبيين والشهداء والصالحين . وقد تمسك القاضي عليهم في الرد بشيئين : أحدهما : الأخبار الكثيرة التي تواترت في المعنى . والثاني : الإجماع من السلف على تلقي هذه الإخبار بالقبول ، ولم يبد من أحد منهم في عصر من الأعصار نكير ، فظهور روايتها وإطباقهم على صحتها وقبولهم لها دليل قاطع على صحة عقيدة أهل الحق وفساد دين المعتزلة .
فإن قالوا : قد وردت نصوص من الكتاب بما يوجب رد هذه الأخبار ،مثل قوله : ""ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع"" . قالوا : وأصحاب الكبائر ظالمون . وقال ""من يعمل سوءا يجز به"" ، ""ولا يقبل منها شفاعة"" .
قلنا ليست هذه الآيات عامة في كل ظالم ، والعموم لا صيغة له ، فلا تعم هذه الآيات كل من يعمل سواء وكل نفس ، وإنما المراد بها الكافرون دون المؤمنين بدليل الأخبار الواردة في ذلك .
وأيضا فإن الله تعالى أثبت شفاعة لأقوام ونفاها عن أقوام ، فقال في صفة الكافرين : ""فما تنفعهم شفاعة الشافعين"" وقال : ""ولا يشفعون إلا لمن ارتضى"" وقال : ""ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له"" فعلمنا بهذه الجملة أن الشفاعة إنما تنفع المؤمنين دون الكافرين . وقد أجمع المفسرون على أن المراد بقوله تعالى : ""واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة"" النفس الكافرة لا كل نفس . ونحن وإن قلنا بعموم العذاب لكل ظالم عاص فلا نقول : إنهم مخلدون فيها بدليل الأخبار التي رويناها ، وبدليل قوله :""ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"" وقوله : ""إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"" .
فإن قالوا : فقد قاله تعالى : ""ولا يشفعون إلا لمن ارتضى"" والفاسق غير مرتضى , قلنا : لم يقل لمن لا يرضى ،وإنما قال : ""لمن ارتضى"" ومن ارتضاء الله للشفاعة هم الموحدون ، بدليل قوله : ""لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا"" .
و"" قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : ما عهد الله مع خلقه ؟ قال : أن يؤمنوا ولا يشركوا به شيئا"" . وقال المفسرون : إلا من قال لا إله إلا الله .
فإن قالوا : المرتضى هو التائب الذي اتخذ عند الله عهداً بالإنابة إليه ، بدليل أن الملائكة استغفروا لهم ، وقال : ""فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك"" . وكذلك شفاعة الأنبياء عليهم السلام وإنما هي لأهل التوبة دون أهل الكبائر . قلنا : عندكم يجب على الله تعالى قبول التوبة ، فإذا قبل الله توبة المذنب فلا يحتاج إلى الشفاعة ولا إلى الاستغفار . وأجمع أهل التفسير على أن المراد بقوله : ""فاغفر للذين تابوا"" أي من الشرك ""واتبعوا سبيلك"" أي سبيل المؤمنين . سألوا الله تعالى أن يغفر لهم ما دون الشرك من ذنوبهم ، كما قال تعالى : ""يغفر ما دون ذلك لمن يشاء"" .

فإن قالوا : جميع الأمة يرغبون في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلو كانت لأهل الكبائر خاصة بطل سؤالهم .
قلنا : إنما يطلب كل مسلم شفاعة الرسول ويرغب إلى الله في أن تناله ، لاعتقاده أنه غير سالم من الذنوب ولا قائم لله سبحانه بكل ما افترض عليه ، بل كل واحد معترف على نفسه بالنقص فهو لذلك يخاف العقاب ويرجو النجاة
، وقال صلى الله عليه وسلم :
""لا ينجو أحد إلا برحمة الله تعالى ـ فقيل : ولا أنت يا رسول الله ؟ ـ فقال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته"" .
قوله تعالى : ""ولا يؤخذ منها عدل"" أي فداء
قوله تعالى : ""ولا هم ينصرون"" أي يعانون . والنصر : العون . والأنصار : الأعوان ،





" تفسير القرطبي"
"سورة: مَرْيَم"
"آية: 87"
" قوله تعالى: "" لا يملكون الشفاعة "" أي هؤلاء الكفار لا يملكون الشفاعة لأحد "" إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا "" وهم المسلمون فيملكون الشفاعة، فهو استثناء الشيء من غير جنسه، أي لكن "" من اتخذ عند الرحمن عهدا "" يشفع أنهم لا يملكون الشفاعة إلا المؤمنون، فإنهم يملكونها بأن يشفع فيهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"" لا أزال أشفع حتى أقول يا رب شفعني فيمن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله فيقول: يا محمد إنها ليست لك ولكنها لي "" خرجه مسلم .
وتظاهرت الأخبار بأن أهل الفضل والعلم والصلاح يشفعون فيشفعون، وعلى القول الأول يكون الكلام متصلاً بقوله: "" واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا "" فلا تقبل غداً شفاعة عبدة الأصنام لأحد، ولا شفاعة الأصنام لأحد، ولا يملكون شفاعة أحد لهم، أي لا تنفعهم شفاعة، كما قال: "" فما تنفعهم شفاعة الشافعين "" [المدثر: 48]. وقيل: أي نحشر المتقين والمجرمين ولا يملك أحد شفاعة "" إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا "" أي إذا أذن له الله في الشفاعة. كما قال: "" من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه "" [البقرة: 255]. وهذا العهد هو الذي قال "" أم اتخذ عند الرحمن عهدا "" وهو لفظ جامع للإيمان وجميع الصالحات التي يصل بها صاحبها إلى حيز من يشفع. وقال ابن عباس: العهد لا إله إلا الله. وقال مقاتل وابن عباس أيضاً: لا يشفع إلا من شهد أن لا إله إلا الله، وتبرأ من الحول والقوة [إلا] لله، ولا يرجوا إلا الله تعالى.
"" وقال ابن مسعود: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه:
أيعجز أحدكم أن يتخذ كل صباح ومساء عند الله عهدا؟ قيل: يا رسول الله وما ذاك؟ قال: يقول عند كل صباح ومساء اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة بأني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك فلا تكلني إلى نفسي فإنك إن تكلني إلى نفسي تباعدني من الخير وتقربني من الشر وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا توفينيه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد فإذا قال ذلك طبع الله عليها طابعاً ووضعها تحت العرش فإذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الذين لهم عند الله عهد فيقوم فيدخل الجنة "".

الوســيلة
هي أعلى درجة في الجنة ، و هي درجة النبي صلى الله عليه و سلم ، و هي أقرب الدرجات إلى عرش الرحمن ، يقول صلى الله عليه و سلم " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا عليّ ، فإنه من صلى عليّ صلى الله عليه عشراً ، ثم سلوا لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، و أرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلّت له الشفاعة " رواه مسلم.

يقول ابن القيم (يرحمه الله) : " و لما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أعظـم الخلق عبودية لربه ، و أعلمهم به ، و أشدهم له خشية ، و أعظمهم له محبة ، كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله ، و هي أعلى درجة في الجنة ، و أمر النبي صلى الله عليه و سلم أمته أن يسألوها له ، لينالوا بهذا الدعاء الزلفى من الله و زيادة الإيمان

الكود:
<object width="500" height="405"><param name="movie" value="[url=http://www.youtube-nocookie.com/v/R59KCcU7kCY&hl=en_US&fs=1?color1=0x234900&color2=0x4e9e00&border=1"/paramparam]http://www.youtube-nocookie.com/v/R59KCcU7kCY&hl=en_US&fs=1?color1=0x234900&color2=0x4e9e00&border=1"></param><param[/url] name="allowFullScreen" value="true"></param><param name="allowscriptaccess" value="always"></param><embed src="[url=http://www.youtube-nocookie.com/v/R59KCcU7kCY&hl=en_US&fs=1?color1=0x234900&color2=0x4e9e00&border=1]http://www.youtube-nocookie.com/v/R59KCcU7kCY&hl=en_US&fs=1?color1=0x234900&color2=0x4e9e00&border=1[/url]" type="application/x-shockwave-flash" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="true" width="500" height="405"></embed></object>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://teacher.yoo7.com
محمد

(( المدير العام ))
(( المدير العام ))
محمد


دعاء
الدولة الدولة : مصر أم الدنيا
ذكر
الاسد
الثعبان
عدد المساهمات : 3173
33161
تاريخ الميلاد : 25/07/1977
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
العمر : 46
مدرس - مدير الموقع
مرهق
عزيمة وإرادة

بطاقة الشخصية
المدير العام: 10

الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه   الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه I_icon_minitimeالسبت يوليو 24, 2010 3:27 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://teacher.yoo7.com
محمد

(( المدير العام ))
(( المدير العام ))
محمد


دعاء
الدولة الدولة : مصر أم الدنيا
ذكر
الاسد
الثعبان
عدد المساهمات : 3173
33161
تاريخ الميلاد : 25/07/1977
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
العمر : 46
مدرس - مدير الموقع
مرهق
عزيمة وإرادة

بطاقة الشخصية
المدير العام: 10

الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه   الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه I_icon_minitimeالسبت يوليو 24, 2010 3:30 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://teacher.yoo7.com
محمد

(( المدير العام ))
(( المدير العام ))
محمد


دعاء
الدولة الدولة : مصر أم الدنيا
ذكر
الاسد
الثعبان
عدد المساهمات : 3173
33161
تاريخ الميلاد : 25/07/1977
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
العمر : 46
مدرس - مدير الموقع
مرهق
عزيمة وإرادة

بطاقة الشخصية
المدير العام: 10

الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه   الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه I_icon_minitimeالسبت يوليو 24, 2010 3:33 am

" target="_blank" rel="nofollow">http://www.youtube-nocookie.com/v/bwqQqtSYyO0&hl=en_US&fs=1?color1=0x234900&color2=0x4e9e00&border=1"> name="allowFullScreen" value="true">http://www.youtube-nocookie.com/v/bwqQqtSYyO0&hl=en_US&fs=1?color1=0x234900&color2=0x4e9e00&border=1" type="application/x-shockwave-flash" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="true" width="500" height="405">
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://teacher.yoo7.com
 
الرد على منكري عذاب القبر ونعيمه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي  :: المنتدى الإسلامي :: كتب ودروس دينية-
انتقل الى: