محمد
(( المدير العام ))
دعاء الدولة : عدد المساهمات : 3173 34051 تاريخ الميلاد : 25/07/1977 تاريخ التسجيل : 28/02/2010 العمر : 47 مدرس - مدير الموقع عزيمة وإرادة
بطاقة الشخصية المدير العام: 10
| موضوع: كشف الداء -- الجزء الثالث الجمعة يونيو 25, 2010 6:11 pm | |
| كشف الداء
المشهد التالي: تركنا الزوج والزوجة على وضعيتهما أمام شاشة التلفاز لا يتحرك لهما جفن وكأن على رؤوسهما الطير، بينما هما على هذه الحال.. يأتي طفلهما الذي شرعت عظام ساقيه تتقوى على حمله يأتي أباه ويناديه أبي، أبي..لا مجيب.. يشد الولد ثوب والده ويناديه أبي..لا مجيب. يعاود شد ثوب أبيه بقوة ويصرخ الطفل أبي..
بكل بساطة يقول الأب الغارق في المسلسل الدرامي: نعم نعم اذهب إلى أمك..
علامة التعجب واضحة على محيى الطفل الذي ينصرف عن أبيه في اتجاه أمه التي تحمله وتحضنه.. شرط ألا يكلمها. يناديها الإبن من تحتها أمي، أمي..لا مجيب
يعيد الطفل الكرة مع أبيه ويشد ثوبه ويصرخ بصوت تسمعه الأموات قبل الأحياء أبي، أبي.. يأتي الجواب هذه المرة عنيفا من الأب الذي أزعجه الابن وشوش عليه متعته بالتلفاز فينهره ويصرخ في وجهه البريء ..
يجد الطفل المسكين الذي يعيش مثل هذه الظروف في بعض اللعب شيئا من الأنس إذ تقوم بحركات وتصدر أصواتا مختلفة.. لكن هذه اللعب أيضا لا تبادله نفس الإحساس ولا تشبع فطرته. يقول الطفل بأسى: إنكم مثل تلك الدمى الكبيرة التي تشاهد التلفاز(يقصد أباه وأمه). يستطرد ويقول لا أنتم أرحم إذ تلاعبوني ولا تصرفوا عني وجوهكم الغريبة ولا تضربوني. يقلب الطفل اللعب ويحملها ويحاورها ويسألها: أ أنت أمي؟ أ أنت أبي؟؟
التعليق: في الطفل نداء فطري وميل قوي إلى أمه وأبيه؛ حاجة ملحة جبله الله عليها وليس له السيطرة عليها. فطرته تدفعه إلى حب الأبوين وينتظر منهما مبادلته نفس الحب والتعبير عنه بشكله المادي والمعنوي.
ثم إن الطفل يحتاج إلى أمه وأبيه في الوقت الذي يريد هو لا في الوقت الذي يريده أحد الوالدين.
أما أن ينشغل الأبوان عن الطفل إلى حين فراغهما (من ماذا؟ من مشاهدة التلفاز)، ففي هذا التصرف بخس لحق الطفل في التربية والتعليم ؛ ثم إن هذا الالتفات الأناني ينفع الأبوين أكثر من الطفل إذ يغذيان مشاعرهما على حساب مشاعر وعقلية ونفسية الطفل.
وما أقبح أن يصرف الأبوان عن الطفل الوجه والاهتمام وهما يشاهدان المسلسل والمسرحية، وما أدرانا بثقل ذلك على نفسيته وعلى تصوره وسلوكه المستقبلي
أيستحق الطفل أن يعامل بهذا الشكل بسبب التلفاز التافه؟
اقتطفنا إلى حد الآن صورا من حياة الطفل داخل الأسرة وركزت على الطفل لأنه رجل رجل الغد..كذلك شأن الفتاة
طفل ترعرع في تلكم الظروف كيف ستكون نفسيته وأخلاقه؟
إن الشيء الوحيد الذي يورثه الأبوان في حياتهما للأبناء هو حب التلفاز!
ما أن يتقوى نظر الطفل وإدراكه حتى يصبح له مواده التلفزية الخاصة...يصبح التلفاز هو الحضانة والحاضنة التي تؤوي الطفل في الوقت الذي تنشغل فيه الأم بالعمل خارج البيت أو مع الصديقات على طريقة صويحبات امرأة العزيز في قصة يوسف عليه السلام.
نحن في حراس الفضيلة نريد أن نرتقي بأخلاقنا وبأخلاق الجيل القادم.. وبالله عليكم كيف يمكن للتلفاز ببرامجه الحالية أن ينمي في الشباب والطفل جوانبه العقدية والأخلاقية والنفسية؟؟
الرسوم المتحركة البريئة تشحن الطفل بالتصورات والسلوكات التي لا تتوافق مع منهج التربية في الإسلام...وهل يمكن أن نعول على القنوات التلفزية الملتزمة إن صح التعبير؟
وما الضمانة إلى أن الطفل سيميل إلى غيرها من القنوات الساقطة حين تستقل إرادته عن إرادة الأسرة وتصبح له شاشة في المقهى وشاشة في السينما وشاشة في الشارع العام لتتبع المباريات ووو
الأطفال أصبحوا يتشبعون بالصور الكاشفة والخليعة والكلمات النابية حتى أنها تخترق منظومة قيمهم ويصبح استنكارها أمرا شاذا!!
غدا سيصبح الطفل مراهقا..
فما الذي يقدمه التلفاز للمراهقين؟
وللموضع بقية تابعونا في الرسالة القادمة إن شاء الله تعالى | |
|