موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي
قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Images15عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة[/color] يرجى التكرم بتسجيل الدخول إذا كنت عضوا معنا أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلى أسرة المنتدى نتشرف بتسجيلك [/font][/color]
شكرا لك
إدارة المنتدى
أ / محمد عبدالباقي
[center][img]
موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي
قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Images15عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة[/color] يرجى التكرم بتسجيل الدخول إذا كنت عضوا معنا أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلى أسرة المنتدى نتشرف بتسجيلك [/font][/color]
شكرا لك
إدارة المنتدى
أ / محمد عبدالباقي
[center][img]
موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي

منتدى مجاني , مختص بالطالب وولي الأمر, تعليمي تربوي, ملخصات ومذكرات ومراجعات ونتائج امتحانات, سهولة الحصول على المعلومة والتحميل والاستشارة والشرح والرد على جميع الأسئلة
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Icon1210 مرحبا بكم في موقع و منتدى _الأستاذ التعليمي _ المتعة والفائدة عنواننا فمرحبا بكم بيننا قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Icon2110 قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Icon1210 دائما ترقبوا الجديـــــد مع موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي _ قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Icon1210الادارة غير مسؤولة في حالة ظهور لوحات اشهارية لا تليق بمجال التربية والتعليم _ قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Icon2110أهلا ومرحبا بكم في موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي تحت رعاية محافظ الجيزة اللواء كمال الدالى
ادخل ايميلك ليصلك جديد الموقع

(ادخل بريدك الاليكترونى )


Delivered by FeedBurner




تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي على موقع حفض الصفحات www.khabbr.com

قم بحفض و مشاطرة الرابط موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي على موقع حفض الصفحات
سجل الزوارأنت الزائر رقم
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
» شركة تنظيف بالرياض
قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 01, 2018 4:21 pm من طرف ايه سالم

» جميع تلاوات الشيخ محمود على حسن
قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم I_icon_minitimeالأحد أغسطس 12, 2018 12:57 am من طرف azabshow

» موسوعة الأبحاث التربوية
قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم I_icon_minitimeالإثنين يونيو 25, 2018 11:17 pm من طرف محمد

» برنامج البطاطا الحارة لتصميم وإعداد الإختبارات التفاعلية
قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم I_icon_minitimeالإثنين يونيو 25, 2018 11:05 pm من طرف محمد

» مرشدك للحصول على شهادة i c d l
قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 28, 2017 3:52 pm من طرف lomey

» حمل مناهج و مذكرات الرياضيات للصفوف الابتدائية جميع الصفوف 2016
قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 20, 2017 6:58 pm من طرف aa2

» سلام من قلبي إلى قلبك يا أبي
قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 14, 2017 1:26 am من طرف محمد

»  آداة حذف الفايروس العنيد win32.sality.aa فعالة 100% حصرياً
قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 13, 2017 9:27 pm من طرف eco1975

» برنامج الطباعة من وزارة التربية والتعليم والقضاء على مشكلة الطباعة
قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم I_icon_minitimeالجمعة يوليو 21, 2017 12:45 pm من طرف aboyassmen20

المواضيع الأكثر نشاطاً
برنامج مناسك الحج
تحميل برنامج إعراب القران الكريم كل ماعليك تشير إلى الكلمة فيأتي لك بإعرابها
شرح طريقة عمل فورمات للجهاز Nokia N73
شرح الفيديو لاجابات اسئلة امتحانات جميع الموديولات مضاف اليه الجديد حتى
كاملا ولأول مرة : حلقات البرنامج العام ( منوعات درامية
دورة في القاعدة النورانية
الجودة من الألف إلى الياء
روابط مباشرة مواقع توفر نتائج الامتحانات والشهادات الثانوية والاعدادية والابتدائية والازهرية والجامعات
نغمات اسلاميه للموبايل من تصميمى
أكبر موقع إسلامي بلغات العالم المختلفة ، مواد دعوية بأكثر من 85 لغة ,
الغرفة الصوتية

مواقع هامة
ضمان الجودة والاعتماد التربوي وزارة التربية والتعليم الأكاديمية المهنية للمعلمين المناهج التعليمية التعليم الالكتروني نتائج الامتحانات الرياضة المصرية الرياضة العالمية المصارعة الحرة فاتورة التليفون الصحف والمجلات أخبار مصر بوابة الحكومة المصرية دليل الوزارات المصرية معلومات وخدمات تهمك
رسالة أنت غير مسجل
أنت غير مسجل فى منتديات الدعم و المساعده . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
صلوا عليه
قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Bxw5112
تابعونا على
أفضل الأعضاء الموسومين
لا يوجد مستخدم
أفضل الكلمات الدليلية الموسومة
1#تحيا_مصر
2#06
3#اللہ
4#sthash
5#تحيا_الامة_العربية

 

 قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد

(( المدير العام ))
(( المدير العام ))
محمد


دعاء
الدولة الدولة : مصر أم الدنيا
ذكر
الاسد
الثعبان
عدد المساهمات : 3173
33101
تاريخ الميلاد : 25/07/1977
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
العمر : 46
مدرس - مدير الموقع
مرهق
عزيمة وإرادة

بطاقة الشخصية
المدير العام: 10

قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Empty
مُساهمةموضوع: قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم   قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 01, 2013 11:06 pm

قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Ououoo10


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد

فهذه قصة الخوارج مع علي - رضي الله عنه - كاملة رأيت أنه من القصص التي فيها عبرة لمن أراد أن

يعتبر بحال الخوارج وما كانوا عليه من تكفير للصحابة والتابعين ويحسبونا أنهم على شئ .

ولما رأيت أن قصتهم وحالهم يشبه حال كثيرا من الجهال في هذا العصر نقلتها هنا للفائدة والاعتبار


قال الشيخ الفاضل سليمان بن سحمان : فصل
ثم لما فرغنا من تسويد هذه الأوراق ورد علينا منك رسالة تطلب فيها أن نكتب لك قصة الخوارج مستوفاة من حين خروجهم على علي _رضي الله عنه_ إلى آخر من كان من أمرهم. فقد ذكر ذلك شيخنا الشيخ عبد اللطيف في رده على داود بن جرجيس. وهذا نص ما ذكر, وبه الكفاية. قال _رحمه الله_(1):
"إنه لما اشتد القتال يوم صفين قال عمرو بن العاص لمعاوية بن أبي سفيان: هل لك في أمر أعرضه عليك لا يزيدنا إلا اجتماعا ولا يزيدهم إلا فرقة؟ قال: نعم, قال: نرفع المصاحف, ثم نقول لما فيها: هذا حكم بيننا وبينكم. فإن أبى بعضهم أن يقبلها رأيت فيهم من يقول: ينبغي لنا أن نقبلها. فتكون فرقة فيهم. فإن قبلوا رفعنا القتال عنا إلى أجل.
فرفعوا المصاحف بالرماح, وقالوا: هذا كتاب الله بيننا وبينكم, من لثغور الشام بعد أهله؟ من لثغور العراق بعد أهله؟
فلما رآها الناس قالوا: نجيب إلى كتاب الله.
فقال لهم علي: عباد الله! امضوا على حقكم وصدقكم, فإنهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن أنا أعلم به منكم, والله ما رفعوها إلا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) "منهاج التأسيس و التقديس": ص25-35. ط أنصار السنة. تحقيق: محمد حامد الفقي.


خديعة, ووهنا ومكيدة. قالوا: لا يسعنا أن ندعى إلى كتاب فنأبى أن نقبله.
وقال لهم علي: إنما أقاتلهم ليدينوا بحكم الكتاب, فإنهم قد عصوا الله ونسوا عهده.
قال له مسعر بن فدكي التميمي وزيد بن حصين الطائي في عصابة من القراء: يا علي أجب إلى كتاب الله إذا دعيت إليه وإلا دفعناك برمتك إلى القوم, أو نفعل بك كما فعلنا بابن عفان. فلم يزالوا به حتى نهى الناس عن القتال, ووقع السباب بينهم وبين الأشتر وغيره ممن يرى عدم التحكيم.
فقال الناس: قد قبلنا أن نجعل القرآن بيننا وبينهم حكما, فجاء الأشعث بن قيس إلى علي فقال: لأن الناس قد رضوا بما دعوهم إليه من حكم القرآن, إن شئت أتيت معاوية. قال علي: ائته, فأتاه. فقال: لأي شيء رفعوا المصاحف؟ قال: لنرجع نحن وأنتم إلى ما أمر الله به في كتابه, تبعثون رجلا ترضون به, ونبعث رجلا نرضى به, فنأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله, لا يعدلان عنه. فعاد إلى علي فأخبره. فقال الناس: قد رضينا. قال أهل الشام رضينا عمرو بن العاص. وقال الأشعث, وأولئك القوم الذين صاروا خوارج: رضينا بأبي موسى الأشعري. فراودهم علي على غيره, وأراد ابن عباس. قالوا: والله لا نبالي أنت كنت حكمها أم ابن عباس, ولا نرضى إلا رجلا منك ومن معاوية سواء, وأبوا غير أبي موسى. فوافقهم علي كرها. وكتب كتاب التحكيم.

فلما قرأه على الناس سمعه عروة بن أمية أخو أبي بلال. قال: تحكمون في أمر الله الرجال, لا حكم إلا لله. وشد بسيفه فضرب دابة من قرأ الكتاب. وكان ذلك أول ما ظهرت الحرورية الخوارح. وفشت العداوة بينهم وبين عسكر علي, وقطعوا الطريق في إيابهم بالتشاتم والتضارب بالسياط.
تقول الخوارج: يا أعداء الله! داهنتم في دين الله.
ويقول الآخرون: فارقتم إمامنا, ومزقتم جماعتنا. ولم يزالوا كذلك حتى قدموا العراق, فقال بعض الناس من المتخلفين: ما صنع علي شيء. فسمعها علي فقال: وجوه قوم ما رأوا الشام, ثم أنشد شعرا:

أخوك الذي إن أَجْرَضَتْكَ ملمة=====من الدهر لم يبرح لِبَثِّك واجما
وليس أخوك بالذي إن تشعبت=====عليك الأمور ظل يلحاك لائما
فلما دخل الكوفة ذهبت الخوارج إلى حروراء فنزل بها اثنا عشر ألفا, على ما ذكره ابن جرير. ونادى مناديهم: أن أمير القتال: شبث بن ربعي التميمي. وأمير الصلاة: عبد الله بن الكوَّاء اليشكري. والأمر شورى بعد الفتح, والبيعة لله عز وجل, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فلما سمع علي ذلك وأصحابه قامت إليه الشيعة, فقالوا له: في أعناقنا بيعة ثانية, نحن أولياء من واليت, وأعداء من عاديت.


قالت لهم الخوارج: استبقتم أنتم وأهل الشام إلى الكفر كفرسي رهان, أهل الشام بايعوا معاوية على ما أحب. أنتم بايعتم عليا على أنكم أولياء من والى وأعداء من عادى. يريدون أن البيعة لا تكون إلا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, لأن الطاعة له تعالى.
وقال لهم زياد بن النضر: والله ما بسط علي يده فبايعناه قط, إلا على كتاب الله وسنة نبيه, ولكنكم لما خالفتموه جاءت شيعته, فقالوا: نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت, ونحن كذلك وهو على الحق والهدى, ومن خالفه ضال مضل.
وبعث علي _رضي الله عنه_ عبد الله بن عباس إلى الخوارج فخرج إليهم, فأقبلوا يكلمونه, فقال: نقمتم من المحكمين وقد قال الله عز وجل:
{فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا} (النساء: من الآية35). فكيف بأمة محمد صلى الله عليه وسلم!! قالوا له: ما جعل الله حكمه إلى الناس وأمرهم بالنظر فيه فهو إليهم, وما حكم فأمضى فليس للعباد أن ينظروا فيه, في الزنا مائة جلدة, وفي السارق قطع يده, فليس للعباد أن ينظروا في هذا.
قال ابن عباس: فإن الله تعالى يقول:
{يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} (المائدة: من الآية95) قالوا: تجعل الحكم في الصيد والحرث وبين المرأة وزوجها: كالحكم في دماء المسلمين؟ وقالوا له: أعدل عندك عمرو بن العاص وهو بالأمس يقاتلنا؟ فإن كان عدلا فلسنا بعدول, وقد حكمتم في أمر الله الرجال.
قد أمضى الله حكمه في معاوية وأصحابه أن يقتلوا أو يرجعوا, وقد كتبتم بينكم وبينهم كتابا, وجعلتم بينكم وبينهم الموادعة, وقد قطع الله


الموادعة بين المسلمين وأهل الحرب منذ نزلت براءة إلى من أقر بالجزية.
فجاء علي وابن عباس يخاصمهم, فقال: إني نهيتك عن كلامهم حتى آتيك.
ثم تكلم _رضي الله عنه_ فقال: اللهم هذا مقام من يفلج فيه, كان أولى بالفلج يوم القيامة. وقال لهم: من زعيمكم؟ قالوا ابن الكواء.
فقال: فما أخرجكم علينا؟
قالوا: حكومتكم يوم صفين.
قال: أنشدكم الله! أتعلمون أنهم حين رفعوا المصاحف وملتم بجنبهم قلت لكم: إني أعلم بالقوم منكم, إنهم ليسوا بأصحاب دين؟ وذكرهم مقالته, ثم قال: وقد اشترطت على الحكمين أن يحييا ما أحيا القرآن ويميتا ما أمات القرآن, فإن حكما بحكم القرآن فليس لنا أن نخالفه, إن أبينا فنحن من حكمهما براء.
قالوا: فخبرنا أتراه عدلا تحكيم الرجال في الدماء.
قال: إنا لسنا حكمنا الرجال, إنما حكمنا القرآن إنما هو خط مسطور بين دفتين, وإنما يتكلم به الرجال.
قالوا: فخبرنا عن الأجل لما جعلته بينكم؟ قال: ليعلم الجاهل, ويثبت العالم, ولعل الله يصلح في هذه الهدنة هذه الأمة, فادخلوا مصركم رحمكم الله. فدخلوا من عند آخرهم.
فلما جاء الأجل وأراد علي أن يبعث أبا موسى للحكومة أتاه رجلان من الخوارج: زرعة بن البرج الطائي وحرقوص بن زهير السعدي, فقالا

له: لا حكم إلا لله. فقال علي: لا حكم إلا لله. وقالا: تب من خطيئتك وارجع عن قضيتك, واخرج بنا إلى عدونا, نقاتلهم حتى نلقى الله ربنا.
فقال علي: قد أردتكم على ذلك فعصيتموني, قد كتبنا بيننا وبين القوم كتابا, وشرطنا شروطا, وأعطينا عهودا. وقد قال تعالى:
{وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ } (النحل: من الآية91), فقال حرقوص: ذلك ذنب ينبغي أن تتوب منه. قال علي: ما هو ذنب, ولكنه عجز من الرأي وقد نهيتكم عنه. قال زرعة: يا علي لئن حكمتم الرجال لأقاتلنك أطلب وجه الله. فقال له علي: بؤسا لك ما أشقاك! كأني بك قتيلا تسفي عليك الرياح. قال: وددت لو كان ذلك. وخرجا من عنده يقولان: لا حكم إلا لله.
وخطب علي ذات يوم فقالوها في جوانب المسجد. فقال علي: الله أكبر! كلمة حق أريد بها باطل. فوثب يزيد بن عاصم المحاربي فقال: الحمد لله غير مودع ربنا, ولا مستغنى عنه, اللهم إنا نعوذ بك من إعطاء الدنية في ديننا, فإن إعطاء الدنية في الدين إدهان في أمر الله, وذل راجع بأهله إلى سخط الله. يا علي أبالقتل تخوفنا؟ أما والله إني لأرجو أن نضربكم بها عما قليل غير مصفحات, ثم لتعلم أينا أولى بها صليا.
وخطب علي يوما آخر فقال رجال في المسجد: لا حكم إلا لله.
يريدون بهذا إنكار المنكر على زعمهم. فقال علي: الله أكبر! كلمة حق أريد بها باطل. أما إن لكم علينا ثلاثا: ما صحبتمونا لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه, ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا, ولا نقاتلكم حتى تبدؤنا, وإنا ننتظر فيكم أمر الله. ثم عاد إلى
مكانه من الخطبة.
ثم إن الخوارج لقي بعضهم بعضا واجتمعوا في منزل عبد الله بن وهب الراسبي, فخطبهم وزهدهم في الدنيا, وأمرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ثم قال: اخرجوا بنا من هذه القرية الظالم أهلها إلى بعض كهوف الجبال أو إلى بعض هذه المدائن, منكرين لهذه البدع المضلة.
فقال حرقوص بن زهير: إن المتاع في هذه الدنيا قليل, وإن الفراق لها وشيك, فلا تدعونّكم بزينتها وبهجتها إلى المقام بها, ولا تلفتنّكم عن طلب الحق وإنكار الظلم, فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
قال حمزة بن سنان الأسدي: يا قوم! إن الرأي ما رأيتم, فولوا أمركم رجلا منكم, فإنه لا بد لكم من عماد وسنان وراية تحفون بها وترجعون إليها. فعرضوا ولايتهم على زيد بن حصين الطائي, وعرضوها على حرقوص بن زهير فأبياها, وعلى حمزة بن سنان وشريح بن أوفى العبسي فأبيا, ثم عرضوها على عبد الله بن وهب فقال: هاتوها, أما والله لا آخذها رغبة في الدنيا, ولا أدعها فرارا من الموت. فبايعوه لعشر خلون من شوال. وكان يقال له: ذوا الثَّفِنَات(1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في "اللسان": "الثّفنة" من البعير والناقة: الرّكبة... والجمع ثفن وثفنات.. وقيل لعبد الله بن وهب الراسبي رئيس الخوارج: ذو الثّفنات لكثرة صلاته, ولأن طول السجود كان أثّر على ثفناته. اهـ (13/78/79).

فاجتمعوا في منزل شريح بن أوفى العبسي. فقال ابن وهب: اشخصوا بنا إلى بلدة نجتمع فيها وننفذ حكم الله فإنكم أهل الحق.
قال شريح: نخرج إلى المدائن فننزلها, ونأخذ بأبوابها, ونخرج منها سكانها, ونبعث إلى أخواننا من أهل البصرة فيقدمون علينا. فقال زيد بن حصين: إنكم إن خرجتم مجتمعين تبعوكم, ولكن اخرجوا وحدانا ومستخفين. فأما المدائن فغن بها من يمنعكم, ولا تسيروا حتى تنزلوا بجسر النهروان, وتكابوا(1) إخوانكم من أهل البصرة. قالوا: هذا الرأي.
فكتب عبد الله بن وهب إلى من بالبصرة, ليعلمهم ما اجتمعوا عليه, ويحثهم على اللحاق بهم. فأجابوه. فلما خرجوا صار شريح بن أوفى العبسي يتلو قوله:
{فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ} (القصص: من الآية21) إلى قوله: {سَوَاءَ السَّبِيلِ} البقرة: من الآية108) وخرج معهم طرفة بن عدي إلى عامل علي أمير المدائن.(2) يحذره, فحذر وضبط الأبواب, واستخلف عليها المختار بن أبي عبيد, وخرج بالخيل في طلبهم فأخبر ابن وهب فسار على بغداد ولحقه ابن مسعود أمير المدائن بالكرخ في خمسمائة فارس, فانصرف إليه ابن وهب الخارجي في ثلاثين فارسا, فاقتتلوا ساعة, وامتنع القوم منهم, فلما جن الليل على ابن وهب عبر الدجلة, وصار إلى النهروان, ووصل إلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل: وتكلموا. والتصحيح من "منهاج التأسيس": ص30, ومن "تاريخ الطبري": (5/75), حوادث سنة (37).
(2) في الأصل "إلى عامل علي في المدينة", والتصحيح من المصدرين السابقين.

أصحابه, وتفلت رجال من أهل الكوفة يريدون الخوارج, فردهم أهلوهم, ولما خرجت الخوارج من الكوفة عاد أصحاب علي وشيعته إليه, نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت. فشرط لهم سنة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم, فجاءه ربيعة بن أبي(1) شداد الخثعمي. فقال: أبايع على سنة أبي بكر وعمر. قال علي: ويلك لو أن أبا بكر وعمر عملا بغير كتاب الله وسنة رسوله لم يكونا على شيء(2) من الحق, فبايعه, ونظر إليه علي فقال: أما والله لكأني بك وقد نفرت مع هذه الخوارج فقتلت, وكأني بك وقد وطأتك الخيل بحوافرها. فكان ذلك, وقتل يوم النهروان مع الخوارج.
وأما خوارج البصرة فإنهم اجتمعوا في خمسمائة رجل جعلوا عليهم مسعر بن فدكي التميمي, وعلم بهم ابن عباس, فأتبعهم بالأسود الدؤلي, فلحقهم بالجسر الأكبر, فتواقفوا حتى حجز دونهم الليل(3), وأدلج مسعر بأصحابه, وسار حتى لحق بابن وهب.
فلما انقضى أمر التحكيم وخدع عمرو بن العاص أبا موسى الأشعري, وصرح عمرو بولاية معاوية, بعد أن عزل أبو موسى عليا _خدعه عمرو بذلك_ فهرب أبو موسى إلى مكة؛ قام علي في الكوفة فخطبهم. وقال في خطبته:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سقطت "أبي" من الأصل. والمثبت من المصدرين السابقين.
(2) في الأصل "بين" والمثبت من المصدرين السابقين
(3) سقطت"مسعر" من الأصل. والمثبت من المصدرين السابقين.

الحمد لله, وإن أتى الدهر بالخطب الفادح والحدثان الجليل وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
أما بعد: فإن المعصية تورث الحسرة وتعقب الندم, وقد كنت أمرتكم في هذين الرجلين _يعني: أبا موسى وعمرو بن العاص_ وفي هذه الحكومة أمري, ونحلتكم رأيي لو كان لقصير أمر(1)! ولكن أبيتم إلا ما أردتم, فكنت أنا وأنتم كما قال أخو هوزان:
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى فلم يستبينوا(2) الرشد إلا ضحى الغد
إلا أن هذين الرجلين الذين أخرجتموهما حكمين قد نبذا حكم القرآن وراء ظهورهما, وأحييا ما أمات القرآن, واتّبع(3) كل واحد منهما هواه بغير هدى من الله, فحكما بغير حجة بينه ولا سنة ماضية(3), واختلفا في حكمهما, وكلاهما لم يرشد, فبرئ الله منهما ورسوله وصالح المؤمنين. فاستعدوا وتأهبوا للمسير إلى الشام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل "رأي" والمثبت من "منهاج التأسيس والتقديس": ص31. و"تاريخ الطبري": (5/77).
(2) في الأصل "يتبينوا" والتصحيح من المصدرين السابقين. والبيت لدريد بن الصّمّة, وبعده:
فلما عصوني كنت منهم وقد رأى غوايتهم وأنّني غير مهتد وما أنا إلا من غزيّة إن غوت

غويت وإن ترشد غزيّة أرشد(3) في الأصل "فاتبع" "قاضية" والمثبت من المصدرين السابقين.
وكتب إلى الخوارج: من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى زيد بن حصين وعبد الله بن وهب ومن معهما من الناس, أما بعد: فإن هذين الرجلين اللذين ارتضينا حكمهما(1) قد خالفا كتاب الله, واتبعا أهواءهما بغير هدى من الله, فلم يعملا بالسنة, ولم ينفذا للقرآن حكما, فبرئ الله منهما ورسوله والمؤمنون.
فإذا بلغكم كتابي هذا فاقبلوه إلينا, فإنا سائرون إلى عدونا وعدوكم, ونحن على الأمر الأول, الذي كنا عليه والسلام(2).
فكتبوا إليه: أما بعد: فإنك لم تغضب لربك, وإنما غضبت لنفسك, فإن شهدت على نفسك بالكفر, واستقبلت التوبة نظرنا فيما بيننا وبينك, وإلا فقد نابذناك على سواء
{إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} (الأنفال: من الآية58).
فلما قرأ كتابهم أيس منهم, ورأى أن يدعهم ويمضي بالناس إلى قتال أهل الشام, فقام في الكوفة فندبهم إلى الخروج معه, وخرج معه أربعون ألف مقاتل وسبعة عشر من الأبناء وثمانية آلاف من الموالي والعبيد. وأما أهل البصرة فتثاقلوا ولم يخرج إلا ثلاثة آلاف.
وبلغ عليا أن الناس يرون قتال الخوارج أهم وأولى. قال لهم عليّ: دعوا هؤلاء, وسيروا إلى قوم يقاتلونكم كيما يكونوا(3) جبارين ملوكا,

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل "ارتضيتم حكمين" والمثبت من "تاريخ الطبري": (5/77), وفي "منهاج التأسيس": ص31: ارتضينا حكمين.
(2) " السلام" مثبتة من "منهاج التأسيس" و"تاريخ الطبري".
(3) في الأصل "يكونون" والتصويب من "منهاج التأسيس" و"تاريخ الطبري": (5/80).

ويتخذوا عباد الله خولا. فناداه الناس: أن سر بنا يا أمير المؤمنين حيث أحببت.
ثم إن الخوارج استعر(1) أمرهم, وبدؤا بسفك الدماء وأخذوا الأموال, وقتلوا عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وجدوه سائرا بامرأته على حمار فانتهروه وأفزعوه, ثم قالوا له: ما أنت؟ فأخبرهم.
قالوا: حدثنا عن أبيك الخباب حديثا سمعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تنفعنا به, فقال: حدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"
ستكون فتنة يموت فيها قلب الرجل كما يموت فيها بدنه, يمسي مؤمنا ويصبح كافرا, ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا"(2). قالوا: لهذا سألنك. فما تقول في أبي بكر وعمر؟ فأثنى عليهما خيرا. فقالوا: ما تقول في عثمان في أول خلافته وفي آخرها. قال: إنه كان محقا في أولها وآخرها؟ قالوا: فما تقول في علي قبل التحكيم وبعده؟ قال أقول: إنه أعلم بالله منكم, وأشد توقيا على
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل "استقر" والمثبت من "منهاج التأسيس": ص32.
(2) رواه الطبري في "تاريخه": (5/81) قال أبو مخنف عن عطاء بن عجلان عن حميد بن هلال.
وقد أخرج الإمام أحمد في "المسند": (5/110), وأبو يعلى في "المسند": (13/176/177), والطبراني في "الكبير": (4/68-69) قصة قتل الخوارج لعبد الله بن خباب وفيها روايته لحديث "القاعد فيها _يعني الفتنة- خير من القائم, والقائم خير من الماشي..." كلهم من طريق حميد بن هلال عن رجل من عبد القيس كان مع الخوارج ثم فارقهم...
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد": (7/302/303): ولم أعرف الرجل الذي من عبد القيس, وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.

ص -58-دينه, وأنفذ بصيرة. فقالوا: إنك تتبع الهوى وتوالي الرجال على أسمائها لا على أفعالها, والله لنقتلنك قتلة ما قتلناها أحدا, فأخذوه فكتفوه, ثم أقبلوا به وبامراته وهي حبلى متم(1), فنزلوا تحت نخل مثمر, فسقط منه رطبة, فأخذها أحد فلاكها في فيه, فقال له آخر: أخذتها بغير حلها, وبغير ثمن! فألقاها. ثم مر بهم خنزير, فضربه أحدهم بسيفه, فقالوا: هذا فساد في الأرض, فلقي صاحب الخنزير وهو من أهل الذمة, فأرضاه.
فلما رأى ذلك ابن خبّاب قال: لئن كنتم صادقين فيما أرى فما علي بأس, إني لمسلم(2) ما أحدثت في الإسلام حدثا, ولقد أمّنتموني. فأضجعوه وذبحوه, وأقبلوا إلى امرأته. فقالت: أنا امرأة ألا تتقون الله, فبقروا بطنها. وقتلوا أم سنان الصيداوية وثلاثا من النساء.
فلما بلغ ذلك عليا بعث الحارث بن مرة العبدي يأتيه بالخبر, فلما دنا منهم قتلوه, فألح الناس على علي في قتالهم, وقالوا: نخشى أن يخالفونا في عيالنا وأموالنا, فسر بنا إليهم. وكلمه الأشعث بن قيس الكندي بمثل ذلك, واجتمع الرأي على حربهم, وسار علي يريد قتالهم, فلقيه منجّم في مسيره, فأشار عليه أن يسير في وقت مخصوص, وقال: إن سرت في غيره لقيت أنت وأصحابك ضررا شديدا. فخالفه علي في الوقت الذي نهاه عنه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) "متم" زيادة من "تاريخ الطبري": (5/82).
(2) "إني لمسلم" من "منهاج التأسيس" و "تاريخ الطبري".

فلما وصل إليهم قالوا(1): ادفعوا إلينا قتلة إخواننا نقتلهم ونترككم, فلعل الله أن يقبل بقلوبكم, ويردكم إلى خير ما أنتم عليه. فقالوا(2): كلنا قتلتهم(3), وكلنا مستحل لدمائهم ودمائكم. وخرج إليهم قيس بن سعد بن عبادة فقال: عباد الله أخرجوا إلينا طلباتنا منكم, وادخلوا في هذا الأمر الذي خرجتم منه, وعودوا بنا إلى قتال عدونا وعدوكم(4), فإنكم ركبتم عظيما من الأمر, تشهدون علينا بالشرك, وتسفكون دماء المسلمين.
فقال له عبد الله بن شجرة السلمي: إن الحق قد أضاء لنا فلسنا متابعيكم أو تأتونا بمثل عمر. فقال: ما نعلمه غير صاحبنا, فهل تعلمونه فيكم؟ قالوا: لا. قال: نشدتكم الله في أنفسكم أن تهلكوها, فإني لا أرى الفتنة إلا وقد غلبت عليكم.
وخطبهم أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري, فقال: عباد الله! إنا وإياكم على الحال الأولى التي كنا عليها, ليست بيننا وبينكم فرقة, فعلام تقاتلوننا(5)؟ فقالوا: إن بايعناكم(6) اليوم حكمتكم الرجال غدا. قال: فإني أنشدكم الله أن تعجلوا فتنة العام مخافة ما يأتي في القابل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) القائل هنا علي وأصحابه.
(2) القائل هنا الخوارج.
(3) في الأصل:"قتلهم" والمثبت من التاريخ.
(4) "عدوكم" ليست في الأصل. وأثبتها من "منهاج التأسيس" و "التاريخ".
(5) في الأصل"عليه" والمثبت من المصدرين السابقين.
(6) في الأصل"تبعناكم" والمثبت من المصدرين السابقين.

وأتاهم عليّ _رضي الله عنه_ فقال: أيتها العصابة التي أخرجها عداوة المراء واللجاجة, وصدها عن الحق الهوى, وطمع بها النّزق, وأصبحت في الخطب العظيم.
إنني نذير لكم أن تصبحوا تلفيكم(1) الأمة غدا صرعى بأثناء هذا النهر, وبأهضام(2) هذا الغائط, بغير بينة من ربكم ولا برهان, ألم تعلموا أني نهيتكم عن الحكومة, ونبأتكم أنها مكيدة, وأن القوم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن, فعصيتموني, فلما فعلتم أخذت على الحكمين واستوثقت أن يحييا ما أحيا القرآن, ويميتنا ما أمات القرآن, فاختلفا وخالفا حكم الكتاب, فنبذنا أمرهما, فنحن على الأمر الأول فمن أين أتيتم؟
قالوا: إنا حكّمنا فلما حكمنا أثمنا, وكنا بذلك كافرين, وقد تبنا, فإن تبت فنحن معك ومنك, فإن أبيت فإنا منابذوك على سواء.
قال عليّ: أصابكم حاصب, ولا بقي منكم وابر(3), أبعد(4) إيماني برسول الله صلى الله عليه وسلم هجرتي معه وجهادي في سبيل الله أشهد على نفسي بالكفر!! لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل"تلعنكم" والمثبت من:"تاريخ الطبري": (5/84).
(2) في الأصل"بأهضاب" والمثبت من "التاريخ". والهضم : المطمئن من الأرض, وبطن الوادي. اهـ من"القاموس": ص1511.
(3) في الأصل"دابر" والتصويب من"منهاج التأسيس" و"تاريخ الطبري". يقال: ما بالدار وابر؛ أي ما بها احد.
(4) في الأصل"بعد" والمثبت من"التاريخ".

وقيل كان من كلامه: يا هؤلاء! إن أنفسكم قد سولت لكم فراقي بهذه الحكومة التي أنتم ابتدأتموها وسألتموها, وأنا لها كاره, وأنبأتكم أن القوم إنما طلبوها مكيدة ووهنا, فأبيتم عليّ إباء المخالفين, وعدلتم عنيّ عدول(1) النكداء العاصين, حتى صرفت رأيي إلى رأيكم, وأنتم _والله_ معاشر أخفّاء الهام, سفهاء الأحلام, فلم آت_لا أبالكم_ حراما, والله ما خبلتكم عن أموركم(2), ولا أخفيت شيئا من هذا الأمر عنكم, ولا أوطأتكم عشوة(3), ولا أدنيت لكم ضرا, وإن كان أمرنا لأمر المسلمين ظاهرا فأجمع رأي ملئكم على(4) أن اختاروا رجلين, فأخذنا عليهما أن يحكما بالحق ولا يعدوانه, فتركا الحق وهما يبصرانه, وكان الجور هواهما والتقية دينهما, حتى خالفا سبيل الحق وأتيا بما لا يعرف, فبينوا لنا بم تستحلون قتالنا والخروج عن جماعتنا, وتضعون(5) سيوفكم على عواتقكم, ثم تستعرضون الناس تضربون رقابهم, إن هذا هو الخسران المبين, والله لئن قتلتم على هذا دجاجة لعظم عند الله قتلها, فكيف بالنفس التي قتلها عند الله حرام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل"وعندتم علي عنود" والمثبت من"التاريخ" وفي"منهاج التأسيس": "وعدلتم عن عدول عيب النكر العاصين".
(2) المثبت هنا من قوله"وأنتم والله معاشر" إلى "ما خبلتكم عن أموركم" من "المناهج" و"التاريخ" . أما الأصل ففيه اختلاف يسير.
(3) في الأصل:"عشوى" والمثبت من "المناهج" و"التاريخ".
(4) "على" مثبتة من"التاريخ": (5/85).
(5) في الأصل "تصفون" والتصويب من"المناهج" و"التاريخ".

فتنادوا: أن لا تخاطبوهم ولا تكلموهم وتهيئوا للقاء الله, الرّواح الرواح إلى الجنة.
فرجع عليّ عنهم, ثم إنهم قصدوا جسر النهر, فظن الناس أنهم عبروه. فقال عليّ: لم يعبروه, وإن مصارعهم لدون النهر, والله لا يقتلون منكم عشرة ولا يسلم منهم عشرة.
فتعبّأ الفريقان للقتال, فناداهم أبو أيوب فقال: من جاء هذه الراية فهو آمن, ومن انصرف إلى الكوفة أو إلى المدائن وخرج من هذه الجماعة فهو آمن. فانصرف فروة ابن نوفل الأشجعي في خمسمائة فارس, وخرجت طائفة أخرى متفرقين, فبقي مع عبد الله بن وهب ألفان وثمانمائة(1), فزحفوا إلى عليّ وبدؤوه بالقتال وتنادوا: الرّواح الرّواح إلى الجنة. فاستقبلهم(2) الرماة من جيش عليّ بالنبل والرماح والسيوف, ثم عطفت عليهم الخيل من الميمنة والميسرة, وعليها أبو أيوب الأنصاري, وعلى الرجالة أبو قتادة الأنصاري, فلما عطفت عليهم الخيل والرجال, وتداعى عليهم الناس ما لبثوا أن أناموهم فماتوا في ساعة واحدة, فكأنما قيل لهم موتوا فماتوا, وقتل ابن وهب وحرقوص وسائر سراتهم.
وفتّش عليّ في القتلى والتمس المخدّج الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الخوارج فوجده في حفرة على شاطئ النهر, فنظر إلى عضده فإذا لحم مجتمع كثدي المرأة وحلمته عليها شعرات سود, فإذا مدت امتدت

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل"ألف وثمانمائة" والتصويب من "المنهاج" و"التاريخ": (5/86).
(2) في الأصل"فاستقبلت" والمثبت من"المنهاج".

معه من أفاضل الصحابة والتابعين لما وافقهم في تحكيم الحكمين, ثم زعموا أن تحكيم الرجال في دين الله كفر يخرج عن الملة, وأنهم قد أثموا بذلك, وكفروا فتابوا من هذا الأمر, وقالوا لعلي: "إن تبت فنحن معك ومنك, وإن أبيت فإنا منابذوك على سواء".
فإذا تبين لك أن ما فعلوه إنما هو إحسان ظن بقرّائهم الذين غلو في الدين, وتجاوزوا الحد في الأوامر والنواهي, وأساءوا الظن بعلماء الصحابة, الذين هم أبرّ هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا, قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ولإظهار دينه, فلما لم يعرفوا فضلهم ولم يهتدوا بهديهم؛ ضلوا عن الصراط المستقيم الذي كان عليه أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم وزعموا أنهم داهنوا في الدين(1).
والذي حملهم على ذلك أخذهم بظواهر النصوص في الوعيد, ولم يهتدوا لمعانيها, وما دلت عليه, فوضعوها في غير مواضعها, وسلكوا طريقة التشديد والتعسير والضيق, وتركوا ما وسع الله لهم من اليسير الذي أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: "إنما بعثتم ميسرين, ولم تبعثوا معسرين"(2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فتأمل _أيها السني- هذه الأسباب الثلاثة, التي دفعت الخوارج إلى الوقوع فيما وقعوا فيه:



(2) أخرجه الترمذي في "سننه": (1/257-276) في قصة الأعرابي بال في المسجد عن أبي هريرة. وأصل الحديث في "صحيح البخاري", كتاب الأدب, باب رحمة الناس والبهائم.

1- إحسان الظنّ بالقرّاء. وهم الذين يحسنون القراءة ويجيدون الخطابة؛ ولكنهم خواء من الفقه.

2- تجاوز الحد في الأوامر والنواهي.
3- إساءة الظن بالعلماء من الصحابة, واتهامهم بأنهم مداهنون في دين الله تعالى.
ولهذا كان أمير المؤمنين عليّ _رضي الله عنه_ يسير فيهم بهذه الطريقة, ويناصحهم في الله ولله, ويتلطف لهم في القول لعل الله أن يقبل بقلوبهم, وأن يرجعوا إلى ما كانوا عليه أولا, ويراجعهم المرّة بعد المرّة, كما قاله في خطبتهم لما خطبهم. فقالوا: "لا حكم إلا لله _يريدون بهذا إنكار المنكر على زعمهم_ فقال عليّ: "الله أكبر كلمة حق أريد بها باطل, أما إن لكم علينا ثلاثا ما صحبتمونا: لا نمنعكم مساجد الله أن يذكر فيها اسمه, ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا, ولا نقاتلكم حتى تبدؤنا, وإنا ننتظر فيكم أمر الله".
ولما قيل له: "يا أمير المؤمنين أكفار هم؟" قال: "من الكفر فروا". فقالوا: "أفمنافقون هم؟" قال: "إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا, وهؤلاء يذكرون الله كثيرا". قالوا: فما هم؟ قال: " إخواننا بغوا علينا".
فهذه سيرته _رضي الله عنه_ مع هؤلاء المبتدعة الضلال مع قوله لأصحابه فيهم: والله لولا أن تنكلوا عن العمل لأخبرتكم بما قضى الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم لمن قاتلهم, متبصرا في قتالهم, عارفا للحق الذي نحن عليه, ومع علمه بقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم: "
يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية, ثم لا يرجعون إليه حتى يرجع السهم إلى فوقه"(1) ومع قوله صلى الله عليه وسلم فيهم:"أينما لقيتموهم فاقتلومهم"(2), "لئن أدركتهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه الإمام أحمد في "مسنده"Sad / )عن علي.
(2) أخرجه البخاري في استتابة المرتدين من "صحيحه" _باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم: (2/746) في كتاب الزكاة من "صحيحه" باب التحريض على قتل الخوارج عن علي _رضي الله عنه-.

لأقتلنهم قتل عاد"(1) مع كونهم من أكثر الناس عبادة وتهليلا, حتى أن الصحابة يحقرون أنفسهم عندهم, وهم إنما تعلموا العلم من الصحابة.
فعلى من نصح نفسه وأراد نجاتها أن يعرف طريقة هؤلاء القوم, وأن يجتنبها, ولا يغتر بكثرة صلاتهم وصيامهم وقراءتهم وزهدهم في الدنيا, وأن يعرف سيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم, وما كانوا عليه من الهدى ودين الحق, الذي فضّلوا به على من بعدهم, وعدم تكلفهم في الأقوال والأفعال, لعله أن يسلم من ورطات هؤلاء الضلال, والله يقول الحق وهو يهدي السبيل, وحسبنا الله ونعم الوكيل.
هذا ما تيسر لي من الجواب, وما كان فيه من حق وصواب, من الله فهو المانّ به, وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان, والله ورسوله بريء منه, والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات, وصلى الله على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد, وعلى آله وصحبه والتابعين لهم إلى يوم الدين, وسلم تسليما كثيرا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري في "صحيحه": (6/376)- كتاب الأنبياء, ومسلم في"صحيحه" _كتاب الزكاة: (2/742/743) عن أبي سعيد الخدري _رضي الله عنه-.


انتهى من كتاب : منهاج أهل الحق والاتباع

في مخالفة أهل الجهل والابتداع
الشيخ سليمان بن سحمان

تحقيق عبد السلام برجس
[من ص 46 إلى ص 66 ]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://teacher.yoo7.com
محمد

(( المدير العام ))
(( المدير العام ))
محمد


دعاء
الدولة الدولة : مصر أم الدنيا
ذكر
الاسد
الثعبان
عدد المساهمات : 3173
33101
تاريخ الميلاد : 25/07/1977
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
العمر : 46
مدرس - مدير الموقع
مرهق
عزيمة وإرادة

بطاقة الشخصية
المدير العام: 10

قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم   قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 01, 2013 11:10 pm

قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم 7

بعض الدروس و العبر من حال الخوارج


1- قال مسعر بن فدكي التميمي وزيد بن حصين الطائي في عصابة من القراء: يا علي أجب إلى كتاب الله إذا دعيت إليه وإلا دفعناك برمتك إلى القوم, أو نفعل بك كما فعلنا بابن عفان.
هذا حال أهل البدع اليوم إذا قال العلماء قولا في بعض النوازل خالفوهم وشتموهم بعضهم قالوا علماء السلطان وعلماء الحيض والنفاس ولا يفقهون الواقع وبعضهم يدعوا على العلماء حتى قال قائلهم اللهم جمد الدم في عروقه يقصد الشيخ مقبل - رحمه الله - والاخر يقول عن الشيخ مقبل متى يسكت كلب اليمن - قائلها المحسني - والاخر يقول عن سماحة المفتى عبد العزيز آل الشيخ إنه اعمى البصر والبصيرة . لماذا كل هذا لان العلماء قالوا كلمة الحق فخرج الخوارج وتكلموا وسبوا وأحدثوا بلابل ‘ اليس حال الخواج الاولين يشبه حال الخوارج في هذا العصر؟ قارن بينهم وأنظر الى سوء الادب مع امير المؤمنين على - رضي الله عنه - وسوء ادب الخوارج في عصرنا مع العلماء.
2- فلما قرأه على الناس سمعه عروة بن أمية أخو أبي بلال. قال: تحكمون في أمر الله الرجال, لا حكم إلا لله.
هذه هي كلمة خوارج العصر حتى جعلوا قسما رابع من أقسام التوحيد وهو توحيد الحاكمية .
3- فلما دخل الكوفة ذهبت الخوارج إلى حروراء فنزل بها اثنا عشر ألفا, على ما ذكره ابن جرير. ونادى مناديهم: أن أمير القتال: شبث بن ربعي التميمي. وأمير الصلاة: عبد الله بن الكوَّاء اليشكري. والأمر شورى بعد الفتح, والبيعة لله عز وجل, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والخوارج في عصرنا يجعلون عليهم امراء من دون الحاكم ويبايعونه على السمع والطاعة
وأما الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد شكلوا لجنة للامر بالمعروف والنهي عن المنكر زعموا...ولم يبالوا بولي الامر وهذا الحال يشبه ذلك الحال والله المستعان .
4- قالت لهم الخوارج: استبقتم أنتم وأهل الشام إلى الكفر كفرسي رهان, أهل الشام بايعوا معاوية على ما أحب. أنتم بايعتم عليا على أنكم أولياء من والى وأعداء من عادى. يريدون أن البيعة لا تكون إلا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, لأن الطاعة له تعالى.
نعم لقد كفر الخوارج المسلمين والعلماء في هذا العصر كما فعل ابن لادن والمسعري والزرقاوي محمد سرور
كفروا الامام ابن باز - رحمه الله - والسلطة السعودية حكاما ومحكومين لماذا لانهم رضوا
بالحكم بغير ما انزل الله زعموا
5- وبعث علي _رضي الله عنه_ عبد الله بن عباس إلى الخوارج فخرج إليهم,
يذهب العلماء للمناظرة والمناصحة حتى يقيموا الحجة على المخالف , ولأن العالم اعرف بشبهاتهم والجواب عليها وبعيد على ان يغتر بهم .
6-قيل له: "يا أمير المؤمنين أكفار هم؟" قال: "من الكفر فروا". فقالوا: "أفمنافقون هم؟" قال: "إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا, وهؤلاء يذكرون الله كثيرا". قالوا: فما هم؟ قال: " إخواننا بغوا علينا".
العدل والشفقة عندأهل السنة بالمخالف ورحمته ودعوته لعله يرجع كما فعل على رضي الله عنه وعض ونصح وحلم وناظر وصبر .ثم لما لم ينفع معهم هذا كله وعظم امرهم فعل الاصلح معهم وهو القتل . وهذا فيه رد على كثير ممن يلمزون السلفيين بأنهم عندهم شدة ووو! إن من المبتدعة من تنفع معه النصيحة فيرجع كما رجع كثير من الخوار مع ابن عباس - رضي الله عنه - ومنهم من ينفع فيه السجن والهجر كما فعل عمر مع صبيغ ومنهم ينفع فيه الضرب كما فعل عمر مع صبيغ وعلى مع الذين فضلوه على الشيخين ومنهم من ينفع معه القتل كما فعل على مع الخوارج بل ومنهم من أحرقه رضي الله عنه هذا حال السلف مع أهل البدع .
من قبل النصيحة نوصح ومن أبى يعامل بما يستحق من هجر أو سجن أو جلد أو قتل حسب ما تقتضيه المصلحة وهذا كله يرجع للعلماء وولاة الامر . وليس هناك مداهنة وسكوت وتجميع وتكتيل من أجل الدعوة حتى جمعوا معههم الرافضة واليهود والنصارى حتى قال قائلهم إني استحي ان اقول لاخي المسيحي انت كافر !!!ومنظر الجماعة ماسوني .
قارن حال السلف بحال هذه الجماعات اليوم .
7-ثم إن الخوارج استعر أمرهم, وبدؤا بسفك الدماء وأخذوا الأموال, وقتلوا عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وجدوه سائرا بامرأته على حمار فانتهروه وأفزعوه,
هذا واضح عند خواج العصر فقد افزعوا حجاج بيت الله وفعلوا في الحرم ما فعلوا وسفكوا الدماء وفجروا وفي كثير من الدول الاسلامية بزعمهم غنهم يجاهدون في سبيل الله وقد تشابهة قلوبهم .
ولقد قتلوا الالوف في الجزائر بحجة الجهاد من أطفال ونساء وشيوخ وهذا هو حال الخوارج في كل وقت

8- إحسان الظنّ بالقرّاء. وهم الذين يحسنون القراءة ويجيدون الخطابة؛ ولكنهم خواء من الفقه.
نعم ولقد احسن الناس اليوم الظن بسلمان وسفر وعائض ووو .. "فقادوهم الى الهاوية كما فعلوا في الجزائر حيثوا افتوا الناس بالقتال ومزالوا يفتون في كل محنة يخرج بعض دعاة الصحوة ويصدر بيان والناس يثقون بهم ولكن كما قيل : " من جعل الغراب له دليلا مر به على جيف الكلاب "

9- تجاوز الحد في الأوامر والنواهي.
"وهذا الحال عند المبتدعة في هذا العصر . 10- إساءة الظن بالعلماء من الصحابة, واتهامهم بأنهم مداهنون في دين الله تعالى.

"قالها سلمان وسفر وزين العابدي محمد سرور وابن لادن ووو... برمتها ما نقصوا منها حرف بل زادوا قاموس من الشتائم والسباب والتكفير للعلماء والامراء


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رقم 8و9و10 ذكرهم الشيخ عبد السلام برجس رحمه الله

 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://teacher.yoo7.com
محمد

(( المدير العام ))
(( المدير العام ))
محمد


دعاء
الدولة الدولة : مصر أم الدنيا
ذكر
الاسد
الثعبان
عدد المساهمات : 3173
33101
تاريخ الميلاد : 25/07/1977
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
العمر : 46
مدرس - مدير الموقع
مرهق
عزيمة وإرادة

بطاقة الشخصية
المدير العام: 10

قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم   قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 01, 2013 11:11 pm

قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم 7 
 
الفصل الثالث: نشأة الخوارج

اختلف المؤرخون وعلماء الفرق في تحديد بدء نشأتهم، وخلاصة ذلك ما يلي:
أنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
أنهم نشأوا في عهد عثمان رضي الله عنه.
أنهم نشأوا في عهد علي رضي الله عنه حين خرج عليه طلحة والزبير، كما يزعم بعض علماء الإباضية.
أو حين خرج الخوارج من المحكمة عن جيشه كما هو الراجح.
أنهم ظهروا في عهد نافع بن الأزرق ابتداء من سنة 64هـ، كما تقدم في التعريف بهم. وفيما يلي مناقشة تلك الأقوال وبيان الصحيح منها:
أما بالنسبة للقول الأول، فإن المقصود به ما وقع للرسول صلى الله عليه وسلم من قيام ذي الخويصرة- عبد الله ذي الخويصرة التميمي- في إحدى الغزوات في وجه الرسول معترضاً على قسمة الرسول صلى الله عليه وسلم للفيء، وأنه لم يعدل - حاشاه - في قسمتها.
وقد قال بهذا القول كثير من العلماء منهم: الشهرستاني وابن حزم وابن الجوزي، والآجري، إلا أنه ينبغي التفريق بين بدء نزعة الخروج على صورة ما، وظهور الخوارج كفرقة لها آراء وتجمع قوي.
فذو الخويصرة لا يعتبر في الحقيقة زعيماً للخوارج، لأن فعلته حادثة فردية- تقع للحكام كثيراً- ولم يكن له حزب يتزعمه ولا كان مدفوعاً من أحد - إلا طمعه وسوء أدبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومع هذا فيمكن القول بأن نزعة الخروج قد بدأت بذرتها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip
وأما بالنسبة للقول الثاني، فهو رأي لبعض العلماء أيضاً كابن كثير وابن أبي العز قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip, ولكن يرد على هذا أن أولئك الثوار البغاة كان هدفهم قتل عثمان وأخذ المال، ولا ينطبق عليهم وصف فرقة ذات طابع عقائدي خاص، ولهذا اندمجوا مع المسلمين بعد تنفيذ جريمتهم ولم يشكلوا فرقة مستقلة –وإن كان فعلهم يعتبر خروجاً عن الطاعة وخروجاً على الإمام –إلا أنهم ليسوا هم الخوارج كفرقة عقائدية سياسية لما تقدم.
وأما بالنسبة للقول الثالث؛ وهو للورجلاني الإباضي، فأنه قول مردود؛ فإن طلحة والزبير رضي الله عنهما لا يصح وصفهما بالخوارج ولا ينطبق عليهما وصف الخوارج كفرقة، وكان معهما أيضاً أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد شهد الله لها بالإيمان، وطلحة والزبير رضي الله عنهما من العشرة المبشرين بالجنة قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip.
وأما بالنسبة للقول بأن نشأتهم تبدأ من قيام نافع بن الأزرق؛ فإنه لم يقل به غير من ذكرنا من علماء الإباضية؛ لنفيهم وجود صلة ما بين المحكمة ومن سار على طريقتهم وبين الأزارقة بعدهم، وهو قول غير مقبول لوجود تسلسل الأحداث وارتباطها من المحكمة إلى ظهور نافع بن الأزرق.
والحاصل أن الخوارج بالمعنى الصحيح اسم يطلق على تلك الطائفة ذات الاتجاه السياسي والآراء الخاصة، والتي خرجت عن جيش الإمام علي رضي الله عنه والتحموا معه في معركة النهروان الشهيرة  قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip.
ومما نذكره هنا محاورات بين علي رضي الله عنه والخوارج، تصور لنا مدى التعنت الذي اتصف به الخوارج.قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Book
يختلف المؤرخون في تحديد بدء نشأة الخوارج هل كان ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو في عهد عثمان أو في عهد علي رضي الله عنهما أو أن نشأتهم لم تبدأ إلا بظهور نافع بن الأزرق وخروجه عام 64هـ؟
وسوف نتناول أقوال المؤرخين في هذا المقام بالعرض والدراسة واختيار ما نراه صحيحا منها.
القول الأول:
أن أول الخوارج هو ذو الخويصرة أو عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي الذي بدأ الخروج بالاعتراض على النبي صلى الله عليه وسلم في قسمة الفيء واتهامه إياه بعدم العدل وقد ورد في حديث البخاري تحت باب (من ترك قتال الخوارج للتألف وأن لا ينفر الناس عنه) عن أبي سعيد قال: ((بينا النبي صلى الله عليه وسلم يقسم جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمى فقال: اعدل يا رسول الله . فقال: ويلك من يعدل إذا لم أعدل. قال عمر بن الخطاب دعني أضرب عنقه . قال: دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته ، وصيامه مع صيامه ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء، ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر في نضيه فلا يوجد فيه شىء، قد سبق الفرث والدم ، آيتهم رجل إحدى يديه - أو قال ثدييه - مثل ثدي المرأة - أو قال مثل البضعة - تدردر، يخرجون على حين فرقة من الناس. قال أبو سعيد أشهد سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم وأشهد أن عليا قتلهم وأنا معه ، جيء بالرجل على النعت الذي نعته النبي - صلى الله عليه وسلم - . قال فنزلت فيه وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ)) قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip، فهو على ما يبدو من تبويبه لهذا الحديث يعتبر ذا الخويصرة أول الخوارج وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ترك قتله للتألف.
وقد أخرج الإمام مسلم رحمه الله هذا الحديث مع اختلاف في الألفاظ قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tipوقد اقتصر في تسمية ذلك الخارجي الأول على (ذي الخويصرة) بينما هو في البخاري عبد الله بن ذي الخويصرة وربما رجع ذلك إلى اشتهار عبد الله باسم أبيه ذي الخويصرة فاقتصر مسلم على الشهرة بينما ذكر البخاري اسمه كاملاً.
وسواء كان الخارج على النبي هو عبد الله أو أباه؛ فإن الحادثة قد وقعت بهذه الصورة وقد أورد مسلم عدة روايات حول هذه القضية ولكنه لم يصرح بالاسم إلا  في رواية أبي سعيد، وفي بعض الروايات التي ذكرها الإمام مسلم عن أبي سعيد ذكر أوصاف ذلك الرجل دون ذكر اسمه كما في قوله:  ((بعث علي رضي الله عنه وهو باليمن بذهبة في تربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقسمها الرسول صلى الله عليه وسلم بين أربعة نفر؛ الأقرع بن حابس الحنظلي، وعيينة بن بدر الفزاري، وعلقمة بن علاثة العامري، ثم أحد بني كلاب، وزيد الخير الطائي، ثم أحد بني نبهان قال: فغضبت قريش فقالوا: أيعطي صناديد نجد ويدعنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم. فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين غائر العينين ناتئ الجبين محلوق الرأس، فقال: اتق الله يا محمد. قال: فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: فمن يطع الله إن عصيته، أيأمنني على أهل الأرض ولا تؤمنوني؟ قال: ثم أدبر الرجل فاستأذن رجل من القوم في قتله (يرون أنه خالد بن الوليد)، فقال رسول الله: إن من ضئضئ قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tipهذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)) قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip.
وقد أخبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه ببعض أوصافهم التي أخبره بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووقع مصداق ذلك حين قتلهم علي بن أبي طالب  في معركة النهروان، كما جاء في كلام عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم  (أن الحرورية لما خرجت وهو مع علي بن أبي طالب قالوا: لا حكم إلا لله قال علي: كلمة حق أريد بها باطل؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء، يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم (وأشار إلى حلقه)، من أبغض خلق الله إليه منهم أسود إحدى يديه طبي شاة أو حلمة ثدي، فلما قتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: انظروا، فنظروا فلم يجدوا شيئا فقال: ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت مرتين أو ثلاثا. ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه. قال عبيد الله: وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي فيهم: زاد يونس في روايته: قال بكير: وحدثني رجل عن أبي حنين أنه قال: رأيت ذلك الأسود ) قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip.
وقد ذهب إلى القول بأن أول الخوارج هو ذو الخويصرة كثير من العلماء منهم ابن الجوزي وذلك في قوله: أن  " أول الخوارج وأقبحهم حالة ذو الخويصرة " . وقوله:  " فهذا أول خارجي خرج في الإسلام وآفته أنه رضي برأي نفسه ولو وقف لعلم أنه لا رأي فوق رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأتباع هذا الرجل هم الذين قاتلوا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip.
ومنهم ابن حزم قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip، وهو رأي الشهرستاني أيضاً حيث يقول: وهم الذين أولهم ذو الخويصرة وآخرهم ذو الثدية قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip، واعتبر اعتراض ذي الخويصرة خروجا صريحا؛ إذ إن الاعتراض على الإمام الحق يسمى خروجاً فكيف بالاعتراض على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ويقول بعد أن ذكر حديث ذي الخويصرة: وذلك خروج صريح على النبي صلى الله عليه وسلم، ولو صار من اعترض على الإمام الحق خارجيا فمن اعترض على الرسول أحق بأن يكون خارجياً قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip.
وينقل الطالبي عن أبي بكر محمد بن الحسن الآجري أنه يرى أن أول الخوارج كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم إنهم بعد ذلك خرجوا من بلدان شتى واجتمعوا وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى قدموا المدينة فقتلوا عثمان، ثم خرجوا بعد ذلك على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip.
القول الثاني:
وهو للقاضي علي بن علي بن أبي العز الحنفي شارح (الطحاوية)، الذي يرى أن نشأة الخوارج بدأت بالخروج على عثمان رضي الله عنه في تلك الفتنة التي انتهت بقتله وتسمى الفتنة الأولى – يقول:  فالخوارج والشيعة حدثوا في الفتنة الأولى قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip.
ويسمي ابن كثير الذين ثاروا على عثمان وقتلوه خوارج فيقول: وجاء الخوارج فأخذوا مال بيت المال وكان فيه شيء كثير جدا قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip.
القول الثالث:
وهو للورجلاني حيث يعتبر أن نشأة الخوارج بدأت منذ أن فارق طلحة والزبير علياً رضي الله عنه وخرجا عليه بعد مبايعتهما له، ثم يقول: وشرعا دين الخوارج دينا؛ فلهما أجور الخوارج وأوزارهما قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip.
القول الرابع:
أن نشأة الخوارج بدأت سنة 64هـ بقيادة نافع بن الأزرق في أواخر ولاية ابن زياد وهذا الرأي لعلي يحيى معمر الإباضي قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip. وهو في هذا الرأي يتابع قطب الأئمة أبي إسحاق أطفيش الإمام الإباضي الذي يرى أن ما حدث بين الإمام علي وبين الطائفة التي انفصلت عن جيشه والتي سميت فيما بعد بالمحكمة إنما هو نوع من أنواع الفتن الداخلية التي وقعت بين المسلمين في ذلك العصر؛ حيث اعتبرت تلك الطائفة أن علياً رضي الله عنه قد زالت عنه الإمامة الشرعية حينما قبل التحكيم، ولهذا فقد ولوا عبد الله بن وهب الراسبي في زهده وتقواه ودعى هذا بدوره عليا للدخول في طاعته بعد أن اختاره من معه من الصحابة وغيرهم قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip– كما يدعي الخوارج.
فلم يكن ما حدث بين علي ومن معه في نظر أصحاب هذا الرأي إلا فتنة انتهت على نحو ما انتهت عليه وليس خروجا على الإمام، كما هو المعنى الحقيقي للخروج الذي يرون أنه لم يبتدئ إلا بخروج نافع بن الأزرق. أما ما كان قبل ذلك من حركات ثورية على علي رضي الله عنه والأمويين من بعده فهي مجرد ثورات ومواقع حربية دارت بين الفريقين وليست خروجا بالمعنى الصحيح. يقول في هذا أبو إسحاق أطفيش:
 " الخوارج طوائف من الناس في زمن التابعين وتابع التابعين رؤوسهم: نافع بن الأزرق، ونجدة بن عامر، ومحمد بن الصفار، ومن شايعهم، وسموا خوارج لأنهم خرجوا عن الحق وعن الأمة بالحكم على مرتكب الذنب بالشرك " قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip
 ويقول علي يحيى معمر:  " سبق إلى أذهان أكثر الناس – بسبب خطأ المؤرخين في ربط الأحداث – أن المحكمة الذين قتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في وقعة النهروان هم أصل الخوارج وهو مفهوم خاطئ؛ فإن المحكمة قد قتلوا في النهر ولم ينج منهم إلا تسعة أفراد، ثم ثار على الحكم الأموي طوائف كثيرة من الناس جماعات وأفرادا، حتى ظهر الخوارج  في أواخر ولاية ابن زياد سنة  64 هـ, بقيادة نافع بن الأزرق، فمعركة النهروان هي فتنة بين الصحابة وقعت بين الإمام علي بن أبي طالب والمحكمة قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip. ومما يجدر بالذكر أنه قد استبعد أن يكون الناجون من حرب النهروان تسعة فقط كما يأتي ذلك فيما بعد. وهنا أثبت ذلك العدد تأكيدا لرأيه في بدء نشأة الخوارج .
القول الخامس:
أن نشأتهم بدأت بانفصالهم عن جيش الإمام علي رضي الله عنه وخروجهم عليه، وهذا الرأي هو الذي عليه الكثرة الغالبة من العلماء إذ يعرفون الخوارج بأنهم هم الذين خرجوا على علي بعد التحكيم ، ومن هؤلاء الأشعري فقد أرخ للخوارج، وأقدم من أرخ لهم منهم هم الخارجون على الإمام علي وقال عنهم:  " والسبب الذي سموا له خوارج خروجهم على علي بن أبي طالب قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip.
وقد تابعه  في صنيعه البغدادي؛ حيث بدأ التاريخ للخوارج بذكر الخارجين على علي رضي الله عنه قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip. وكذلك يرى أبو الحسين الملطي أن الفرقة الأولى للخوارج هي المحكّمة قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip.
وقد سار على هذا الرأي أصحاب المعاجم ودوائر المعارف ( في مادة الخروج) والكتاب المحدثون الذين كتبوا عن الفرق الإسلامية كالأستاذ أحمد أمين والشيخ أبو زهرة والغرابي رحمهم الله وغيرهم، والمؤرخون في تأريخهم لأحداث الفتنة الكبرى.
يقول الأستاذ أحمد أمين: واسم الخوارج جاء من أنهم خرجوا على علي وصحبه قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip.
ويقول الشيخ أبو زهرة: اقترن ظهور هذه الفرقة (أي الخوارج) بظهور الشيعة، فقد ظهر كلاهما كفرقة في عهد علي رضي الله عنه وقد كانوا من أنصاره قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip. وصاحب كتاب (الأديان) وهو إباضي يعتبر خروج الخوارج إنما كان على علي حينما حكم قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Tip.
وقد أصبح إطلاق اسم الخوارج  على الخارجين عن الإمام علي أمرا مشتهرا بحيث لا يكاد ينصرف إلى غيرهم بمجرد ذكره.
هذه هي الأقوال في بدء نشأة الخوارج، وعلينا في اختيار ما نراه صحيحا منها أن نفرق بين بدء نزعة الخروج على صورة ما، وظهور الخوارج كفرقة لها آراؤها الخاصة، ولها تجمعها الذي تحافظ عليه وتعمل به على نصرة هذه الآراء.
والواقع أن نزعة الخروج – أو بتعبير أدق بدء نزعة الخروج – قد بدأت بذرتها الأولى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتراض ذي الخويصرة عليه. لكن هل كان خروجا حقيقيا أم كان مجرد حادثة فردية اعترض فيها واحد من المسلمين على طريقة تقسيم الفيء طمعا في أن يأخذ منه نصيبا أكبر؟ وهو الأمر الذي سنرجحه  فيما بعد.
أما تعبير النبي صلى الله عليه وسلم عن ذي الخويصرة بأن له أصحابا فقد يجوز:
أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد توقع وجود أصحاب يؤيدون هذا الرجل حيث استطاع الاعتراض على صاحب الدعوة، فامتنع عن قتله تألفا له ولهم.
ويجوز أيضا أن يكون ذلك القول كان توقعاً من النبي عليه السلام وإخبارا عما سيكون من عاقبة هذا الرجل وأمثاله؛ إذ إن الاعتراض على شخصيته صلى الله عليه وسلم يجعل من المتوقع أن يوجد الاعتراض على الخلفاء من بعده والخروج عليهم من باب أولى.
ويجوز أن يكون قصد النبي صلى الله عليه وسلم بالأصحاب لهذا الرجل هم من يكونون على شاكلته في مستقبل الأيام بحيث يكونون متابعين له على فكرته، وإن لم يتزعم قيادتهم في هذا الخروج على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الخلفاء.
لقد مضى عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ولم يكن لذي الخويصرة ذكر في هذه العهود بعد تلك الحادثة لا بنفسه ولا مع من يمكن أن يكونوا على شاكلته. ولم يذكر التاريخ -  فيما اطلعت عليه – أنه كان كذلك من الثائرين على عثمان رضي الله عنه أو أنه كان له أبناء أو أصحاب ينتسبون إليه في تلك الثورة مع أن الفارق الزمني بين ورود  الحديث فيه وبين أحداث الفتنة الكبرى يسمح بمثل هذا لو كان.
كل هذا يجعل من هذه الحادثة التي ارتكبها ذو الخويصرة حادثة فردية في وقتها؛ حيث لم يشتهر بالخروج ولم تعرف له آراء خاصة يتميز بها ولم يكون له حزبا سياسيا معارضا وإن لم يمنع هذا من اعتباره الفيء لمجرد نزعة الخروج في صورة ساذجة، إذا صح أن يكون الاعتراض على تقسيم الفيء خروجا.
وأما القول بأن نشأتهم تبدأ بثورة الثائرين على عثمان رضي الله عنه، فلا شك أن ما حدث كان خروجا عن طاعة الإمام إلا أنه لم يكن يتميز بأنه خروج فرقة ذات طابع عقائدي خاص لها آراء وأحكام في الدين، غاية ما هنالك أن قوما غضبوا على عثمان واستحوذ عليهم الشيطان حتى أدى بهم إلى ارتكاب جريمة قتله ثم دخلوا بين صفوف المسلمين كأفراد منهم.
وفيما يتعلق بالقول بأن طلحة والزبير رضي الله عنهما كانا أول الخارجين على علي – كما يقول الورجلاني – فمن الصعب عليه إثبات ذلك. فقد كان معهما أم المؤمنين عائشة ومن معهم من المسلمين، و على كل فقد انتهت موقعة الجمل واندمج من بقي منهم في صفوف المسلمين دون أن تجمعهم رابطة فكرية معينة كتلك التي حدثت بين الخوارج على علي في جيشه فيما بعد، وكان خروجهم باسم المطالبة بدم عثمان رضي الله عنه فإذا كان قد بدئ الخروج على علي بخروج أصحاب موقعة الجمل فإنه لا ينطبق عليهم مصطلح الخوارج كطائفة لها اتجاهها السياسي وآراؤها الدينية الخاصة، وطلحة والزبير من العشرة الذين بشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، فكيف يجوز أن يعتبرا من الخوارج ويطبق عليهما أحاديث المروق الواردة في الخوارج؟!
أما القول بأن نشأتهم تبدأ من قيام نافع بن الأزرق فإنه لم يقل به غير علي يحيى معمر تبعا لقطب الأئمة الإباضية أبي إسحاق أطفيش لنفيهم وجود صلة ما بين المحكمة ومن ثار على طريقتهم وبين الأزارقة بعدهم، وهو قول غير مقبول لوجود تسلسل الأحداث وارتباطها من المحكمة إلى ظهور نافع بن الأزرق بحيث يظهر أن الأولين هم سلف الخوارج جميعا، كما سنبين هذا عند الكلام عن حركات الخوارج وفرقهم.
وهكذا يتضح الفرق بين مجرد وجود نزعة الاعتراض أو الثورة خروجا عن طاعة الإمام، وبين الخروج في شكل طائفة لها اتجاهها السياسي وآراؤها الخاصة؛ كخروج الذين خرجوا على علي رضي الله عنه منذ وقعة صفين، وهم الذين ينطبق عليهم مصطلح الخوارج بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة، وهذا هو القول الأخير الذي نختاره ونسير عليه في هذه الرسالة مؤرخين لهذه الطائفة دارسين لآرائهم.
والواقع أن هذا هو ما يشهد له واقع تلك الحركة التي أحدثت دويا هائلا في تاريخ هذه الأمة الإسلامية عدة قرون تميزت فيها بآراء ومعتقدات وأنظمة لفتت إليها أنظار علماء التاريخ والفرق الإسلامية، بخلاف ما سبقها من حركات فإنها لم يكن لها أثر فكري أو عقائدي يذكر.قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم Book
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://teacher.yoo7.com
 
قصة الخوارج كاملة و بعض الدروس و العبر من حالهم لعل الناس يعرفونهم فيحذروهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  برنام الدروس العربية التفاعلية بالسلك الابتدائي
» صفات الرسول (صلى الله عليه وسلم ) كاملة
» فقط أكتب طرف الآية و يأتي لك بها كاملة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع ومنتدى الأستاذ التعليمي  :: المنتدى الإسلامي :: السنة النبوية المطهرة-
انتقل الى: