[img]
[/img]
2 - حقيقة الصبر
قال تعالى (( إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ))
ورأيت أنى قد أثرت بذاك آلاما دفينة
فلقد بكت أمي وظلت بعد أياما حزينة
ذكرت أبي الملاح راح وما استراح على سفينة
ذكرت أخا قتلته غدرا طغمة البغي اللعينة
ذكرت أبا فى دنشواي قضي ولم يكمل سنينة
ذكرت كذاك بأرض غزة أختها تحيا سجينة
ذكرت أخي المفقود لا ندري قتيلا أو رهينة
وتظل تبكي ثم تبكي وهي تعمل مستكينة
وأنا يمزقنى البكاء ولا أطيق لذا أنينة
فصرخت يا أماه رفقا اننى لم أعد دينة
أوقد كفرت وقد شكوت فما أنا عبد ضعيف
حقا شكوت وإنما شكوى الضعيف الى اللطيف
اني شكوت بمنطق طفل وإحساس عنيف
قد ثرت اذ شاهدت ما فى الناس من ظلم مخيف
أنا، ما أنا، اني يتيم قلبه قلب رهيف
وأنا أجاهد كى أعيش بمسلك حر شريف
أرجوا الحياة وما الحياة لنا سوى حق الرغيف
متسكعا يومي وراء القوت، حانوتي رصيف
أحيا وفي جسدي ربيع انما قلبي خريف
فإذا هفوت وتبت يقبلنى فذا دين حنيف
ورأيت أمي كفكفت بالصبر أدمعها الثخينة
وغدت تقبلني ايا ولدي الحبيب أنا حزينة
وكأنها طير غريب هاجت الذكري حنينة
حتى اذا أنس الغريب لعروة وثقى متينة
ورأى بها سبل الحياة ذكية السقيا مبينة
متشوقا يوم اللقاء بأرض مكة والمدينة
باتت له كل البلاد بها الهناءة والسكينة
مادام نبع الصفو قد زكت مراحمة معينة
مادام لم يقرب مدى العمر انحرافات الضغينة
مادام قلبا طاهرا ويدا على عهد أمينة